* كتب/ محمود ابوزنداح
asd841984@gmail.com
كثير من الكتاب والصحفيين يذهبون إلى الحاكم ويخافون من ردّة فعل الشعب، وإن كان الحاكم هو صورة من ذاك الشعب العاطفي …
الحقيقة أشفق أيضا على الشعب؟
ذهب ابن خلدون وأيضا كثير من الفلاسفة إلى معرفة أدق التفاصيل في حياة الشعوب، يبقى الخطر في ارتفاع الأزمات والكوارث التي تحدث من قبل الزمرة الفاسدة وتقابلها الناس بردة فعل فكاهية (أي بإطلاق النكات). يردف ابن خلدون إلى صورة موت الشعوب حين تطلق النكات ولا يبقى سوى دفنها .
ولكن أرسطو ونيتشه وفن كوخ عبر لوحاته رأى في أزمات الشعوب عصارة القوة وأن النكات السوداء هي بداية الطوفان.
لم نر أوجه الشبه والاختلاف بين فلاسفة العصور في تقدم عجلة التاريخ، وإن كان ابن خلدون تكلم في جزئية بسيطة حول العيش في المدينة وترك الريف، وهنا فصل بين البدو والحضر كوظيفة عامة لآلية الحكم …
نعم إذا كانت الدول المتطورة في العالم مثل اليابان وألمانيا لا يشتهر عنها الضحك أو الاستهزاء، رغم أنها مرات بعصور من القتل والحروب، فقد سويت مدنها بالأرض خلال الحرب العالمية الثانية، يمكن أن تكون الجراح والدماء لم تعط مجالاً لأي فسحة ابتسامة، ولكنها تعلم معنى بناء الأوطان بوجوه شاحبة لا تعرف معنى الواسطة والمحسوبية ..
اعتزل رئيس وزراء اليابان لأنه شعر بوجع المرض رغم ولايته الدستورية المتبقية؟
وبقت المستشارة الألمانية تقطن شقة صغيرة مع زوجها في عمارة تتكون من عشرين شقة، وغير موجود فيها أَي اسم لميركل! لأن المكتوب على باب الشقة هو اسم زوجها البروفيسور .
لا يزعجها أحد، تخرج من منزلها تشتري الحاجيات وتلتقي بسكان الحي، هناك من ينظر إليها كموظفة لديه أو موظفة عاملة بوظيفة عامة، وهناك من ينظر إليها كخصم سياسي، وهناك من يشفق عليها أنها تتعرض لضغوط بسبب هذه الوظيفة المملة .
ولكن تبقى المشاعر كثيرة داخل النفوس، والجامع هو الاحترام لأنها احترمت نفسها بعدم الفساد، واحترمت الشعب الذي أوكل إليها المهمة.
ترتقي الدولة بوعي سكانها الذين يقومون الحاكم المعوج، الذي لا سبيل أمامه إن كان الشعب عابس الوجه ولا يكتفي بإطلاق النكات عند إصدار القرارات الخاطئة.