*كتب/ محمد مليطان،
لا شك أن الاستقلال من أهم الأحداث التاريخية التي تميز تاريخنا الليبي المعاصر، ولا مجال لسرد الأدلة على ذلك..
وللملك الراحل إدريس السنوسي -رحمه الله- دور كبير مع شركائه زعماء ليبيا في عهده الدور الكبير في حصاد الاستقلال وانتزاعه مستغلين الظروف السياسية لتلك الفترة، ولكن..
لا يعني نجاح الملك ورفاقه في الاستقلال نجاحهم في الإدارة السياسية للبلاد، فقد ساهم الملك بشكل شخصي في تسريع إنهاء فترة حكمه للبلاد، بسبب قراراته المتسرعة وغير السياسية في كثير من المناسبات، ليس أولها تغيير الحكومات بطريقة “مزاجية”، وليس آخرها تعطيل الحياة السياسية عن طريق منع الأحزاب السياسية من أداء دورها ومهامها التي في مطلعها حماية التعددية السياسية والدفاع عن الديمقراطية “الحزبية” على الأقل.
فماذا لو بقيت الأحزاب تعمل حتى 1969؟ هل سينجح انقلاب العسكر على الحكم المدني؟ وإذا ما نجح، هل سيتفرد القذافي بالسلطة المطلقة بسهولة؟ نحن الآن في أمس الحاجة إلى تاريخ العمل الحزبي والنقابي (والعمل المدني برمته) وأظن ان أزمتنا الحقيقية تكمن في هذا الفقد ولا شيء سواه.