رأي- ذهب سلامة. وماذا بعد؟
* كتب/ عبدالرحمن نصر،
بعد استقالة سلامة قبل يومين وفشله في المهمة الصورية التوافقية التي كلف بها، فهل ينجح أي مبعوث جديد لإنهاء ازدواجية دول كفرنسا وروسيا والإمارات مثلا؟؟ وهناك دول أخرى كثيرة عربية وغير عربية تساهم في الحرب وتعمل على استمراريتها بمدها بالسلاح، وحتى بالجنود والمرتزقة المشاركين اليوم في المعارك على طرابلس والمناطق الغربية الأخرى، وفي نفس الوقت من هذه الدول من تؤيد ظاهريا حكومة طرابلس في المحافل الدولية المعترف بها دوليا.. وهذا من الغرابة بمكان وغير مقبول!
نحن الليبيين نريد السلام والأمن في بلادنا، ونرفض بقوة أن تتحول ليبيا إلى سوريا جديدة باستمرار الحرب العبثية الكريهة المشتعلة بين أبناء الوطن الواحد، الممولة والمدعومة من دول عربية وأجنبية من أجل تحقيق مصالحها الإستراتيجية الاستعمارية والتوسعية من جهة، ونهب ثروات ليبيا وإقامة قواعد أجنبية على أرضها من جهة ثانية، كما فعلت الإمارات وروسيا في شرق البلاد وتركيا في المنطقة الغربية..
تبا لكل من يحاول أن يجعل من ليبيا والليبيين سوريا جديدة وملايين من الليبيين متشردين بدون مأوى ومسلوبي الإرادة والوطن، وتصبح ليبيا بلدا منكوبا ومستعمرا ومقسما وقواعد أجنبية وقوات عسكرية غير ليبية متصارعة فوق أرضنا كما يحدث في سوريا اليوم.
أنا لا يحدوني أمل كبير كمواطن ليبي يحب ليبيا قبل كل شيء، أن نعلق نجاحا لأي مبعوث أممي جديد، إذا لم نغير من أسلوبنا كليبيين في التعامل مع المبعوث الجديد وتقديره، ونحترمه ونساعده من أجل أن يساعدنا للوصول إلى الحلول وفرض السلام والاستقرار، وهذا يتطلب تغيير الأمم المتحدة من طريقة عملها لإحلال السلام في بلادي، وربما منها أن تتعاون في المقام الأول فقط، مع القوى الفاعلة عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا على الأرض الليبية كل حسب تخصصه وقدراته، وأن تستبعد كل الوجوه والشخصيات الجدلية والمتطرفة من الليبيين من أي حضور أو مشاركة في الاجتماعات والحوارات المستقبلية المتعلقة بوقف إطلاق النار الفوري وإحلال السلام في البلاد.
وكذلك ضرورة الضغط على الأطراف لحصول توافق بشان نزع السلاح اللاشرعي، والعمل الجاد لإعداد صياغة دستور يحدد شكل نظام الحكم، فإجراء انتخابات عامة خلال ستة شهور، لتقوم بعد ذلك دولة ديمقراطية مدنية منتخبة بجيش قوي وشرطة وطنية تحمي وحدة ليبيا والحريات الأساسية للمواطن الليبي، والمحافظة على كياننا كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على أرضنا وبحرنا وأجوائنا وثرواتنا.