* كتب/ محمد مصلي،
في عرض خاص بـالمسرح الوطني مصراتة يوم السبت الماضي (16 نوفمبر 2024م)، وبدعوة من الصديقين مهند لامين وعلي السبتي، عرض الفيلم الوثائقي الطويل (دونقا) 90 دقيقة.
رحلة عشرة سنوات في ساعة ونصف، رحلة بدايتها كان الشغف والحماس للتغيير لشاب في التاسعة عشر من عمره بنهاية لواقع نعيشه وبمشاهد متكررة في آخر خمس سنوات، خمس سنوات كفيلة للتوقف من أجل التفكير بخطوات واقعية بعيدًا عن العاطفة رغم وجودها في بعض اللحظات، محمد محجوب كأي مصور في ليبيا وثق العديد من الأحداث التي مرت بليبيا تأثرت بها وتأثر محمد بشكل شخصي، فكْر محمد ورؤيته يتغيران من حدث لآخر مع شجاعة في طرحه.
الفيلم مبني على إرشيف محمد محجوب وعلي السبتي خلال رحلتهم نحو النضوج، استطاع المخرج مهند لامين توظيف هذا الإرشيف الكبير بحرفية وإبداع ممتع في التنقل ما بين الزمن والأفكار والفكرة التي يريد إيصالها، متى تنتهي هذه الترهات؟ الحروب والصراع الخاسر الأكبر فيها هم الشباب بشكل خاص، والشعب بشكل عام.
استعان مهند بـ خيّام اللامي لإنتاج موسيقى تصويرية تنقلك لعالم محمد محجوب، وكمشاهد شعرت أن محمد هو من قام بهذه الموسيقى أو أنها فعلًا موجودة مسبقاً في أحداثهم الواقعية، فشكرًا لك خيّام على ما قدمته من تحفة موسيقية جعلتنا نرتبط بالعمل.
كمشاهد من مدينة مصراتة وبحكم قربي من جميع الأحداث التي عرضها الفيلم، لم أشعر بالملل أو الرتابة كوني ملم بها، وهذه النقطة تحسب لمهند في كيفية إخراج الفيلم والخط الدرامي له، والزاوية التي تناول عبرها رحلة محمد محجوب وعلي السبتي.
أننا أمام تحفة فنية مليئة بالصورة والأفكار والتقلبات، وهنا أنوه على أهمية صناعة الأفلام الوثائقية ودعم صُنّاعها، الأفلام ذات السرد القصصي التي تقربنا أكثر من الواقع الواقع علينا.
و أخيرًا شكرًا لك يا أنور التير على إتاحة فرصة لنا لمشاهدة الفيلم، آمل أن تتوالى العروض في المسرح الوطني مصراتة وتعود ثقافة مشاهدة الأفلام بالمدينة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مخرج ليبي