الحرة-
تنتظر أسواق النفط العالمية نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يتوقع خبراء أن يكون لها أثر مباشر على وضع السوق، خاصة إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن.
ويقول تحليل نشر على موقع Oil Price المتخصص في أسواق النفط، إن انتحاب بايدين سيضيف “مزيدا من حالة عدم اليقين” إلى الأسواق النفطية.
ويقول التحليل إن فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية “يمكن أن يكون له تأثير كبير على إمدادات النفط العالمية”، بسبب تعهداته بتقديم “طريق عودة لإيران” إلى الاتفاق النووي الذي خرج منه منافسه الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب.
وفي حال نجاح بايدن بتنفيذ تعهداته، فإن هذا قد يضيف نحو مليوني برميل من النفط، إلى السوق المليئة أساسا بالنفط، والتي تكافح لرفع أسعار المنتج في ظل حالة من انخفاض الطلب العالمي بسبب فيروس كورونا.
ويرى المحللون، بحسب التقرير أن العودة المحتملة لبعض -أو كل- الصادرات الإيرانية في غضون عام قد تخلق “صداعا كبيرا آخر” لمجموعة البلدان المنتجة التابعة لمنظمة أوبك+ والتي تبقي كمية كبيرة من النفط خارج السوق، كما يمكن لإيران أن تعقّد جهود السعودية الرامية لإدارة العرض النفطي.
وكان بايدن قد قال في وقت سابق إنه “على طهران أن تعود إلى الالتزام الصارم بالاتفاق. وإذا فعلت ذلك، فسوف أعود مرة أخرى إلى الاتفاق وأستخدم التزامنا المتجدد بالدبلوماسية للعمل مع حلفائنا لتعزيزه وتوسيعه”.
وتعهد بايدن بالضغط “بشكل أكثر فعالية ضد أنشطة إيران الأخرى المزعزعة للاستقرار”، كما قال في مقال نشرته شبكة CNN إن “هناك طريقة أكثر ذكاء لتكون قاسيا على إيران” من الخط المتشدد للرئيس ترامب”.
وقال موقع Oil Price إن تأثير عودة النفط الإيراني للسوق “سينخفض كلما تأخر” إعادة الصادرات الإيرانية إلى التداول العالمي، بسبب “احتمال عودة السوق إلى وضعه السابق في عام 2022” بعد انحسار تأثير الوباء.
كما أن بايدن قد ينتظر إلى يونيو من عام 2021، وهو موعد الانتخابات الإيرانية، للعمل مع الحكومة الجديدة على العودة إلى الاتفاق.
وخلال عمله نائبا للرئيس الأميركي باراك أوباما، كان بايدن يعتبر من القادة الأميركيين المتشددين نسبيا تجاه إيران، وهددها أكثر من مرة بفرض عقوبات في حال فشل قادتها بإبرام الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة.
ورغم انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين إيران ودول 5+1، فإن الرئيس الأميركي قد ألمح إلى استعداده لإبرام اتفاق جديد في حال إعادة انتخابه.
ووصل التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى مستويات مرتفعة بشكل كبير خلال إدارة الرئيس ترامب، خاصة بعد انسحابه من الاتفاق النووي وفرضه مزيدا من العقوبات على طهران وقيامه بشن غارة استهدفت الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني في بغداد.
وردت إيران بقصف معسكر أميركي في العراق بصواريخ بالستية، وهو ما قاد البلدين إلى حافة الحرب مع بعضهما.