اخبارالرئيسيةفضاءات

دعوة ليبيا للاستفادة من العقول المهاجرة يطلقها المدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي “محمد فنيش”

فنيش: الليبيون ليس لهم مبرر لما يجري في بلادهم لكن هناك أناس لديهم رغبة في النفوذ، وصاروا يستقوون بالخارج..

الناس-

دعا المدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي “د. محمد فنيش”، ليبيا للاستفادة من العقول المهاجرة، مؤكدا وجود الكثير من النخب الليبية في العالم، علمتهم ليبيا، ثم انتهت علاقتها بهم بسبب البيئة الطاردة التي أجبرتها على الهروب للخارج حسب زعمه.

“فنيش” الذي تولى إدارة صندوق النقد الدولي، كان أحد العقول المهاجرة لأمريكا في السبعينات بعد أن اضطره النظام لذلك، وفق ما تحدث للإعلام مؤخرا، حيث استضافه مذيع قناة الجزيرة علي الظفيري.

وعن تقييمه للوضع الليبي حذر من تعطيل الحل في ليبيا فـ “الليبيون كلما تأخروا في الإمساك بزمام المبادرة في بلادهم، كلما أصبحت الأمور في يد الخارج أكثر”- في تقديره.

وتحسر على الأوضاع التي وصلت إليها ليبيا قائلا: “الليبيون ليس لهم مبرر لما يجري، ليبيا ليس عليها دين عام، لها احتياط كبير من النقد الأجنبي، لديها ثروة نفطية، بلد غني.. سكانها 7 مليون، متجانسون، وإذا فيه مظالم فيجب أن تخرج إلى السطح، فهناك من يعتقد أن هناك سوء توزيع في الثروة، فهكذا مواضيع تناقش، ومن وجد مظلوما ينصف” لكن “هناك أناس لديهم رغبة في النفوذ، وصاروا يستقوون بالخارج، والخارج يستقوي بهم”.

وأضاف: “إذا أردت أن تصلح الاقتصاد وتطلق خطط تنمية، فالموارد موجودة، وكل المقومات موجودة، فعدد سكانها قليل، وليس لها مشاكل لا تحل، وليس هناك مبرر أن تبقى ليبيا على هذه الصورة”.

ويفترض “فنيش” سؤالا: من الذي سينقذ ليبيا؟ وحوله يقول: المفروض أن الليبيين هم أصحاب البلد، وإلى الآن فهذا ليس واضحا، فإذا انتقلنا إلى الخط الثاني: دول الجوار، مصر، تونس، الجزائر، فهؤلاء لهم مشاكلهم، وعليه فليبيا أصبح الرأي فيها للخارج، سواء في السياسة الخارجية أو الأمن، وهذا ينقلنا إلى سؤال آخر: كيف ينظر الخارج إلى ليبيا؟

ويجيب: “ليبيا بالنسبة للخارج موقع استراتيجي، حقل كبير للنفط والغاز، سوق معتبر، ومنفذ لما يسمونه الهجرة غير الشرعية من الجنوب للشمال”.

ويسرد الضيف كيف أنه حمل رسالة هؤلاء لليبيين في تيسير تدفق النفط، وفتح السوق الواعد، وكبح جماح القادمين من الجنوب، لكن لا شيء تحقق!

من هو محمد افنيش؟

هو رجل عاصر الفترة الملكية وفترة القذافي وأخيرا فبراير، أنهى دراسته في مصر عام 1959، ثم عاد إلى بلده ليقول شهادته عن المرحلة الملكية: “كانت الأمور معقولة، الملك كان رجلا حكيما، أذكر بعد تصدير أول شحنة للنفط أنه ألقى خطابا في ثلاث دقائق، قال فيه: “يا شعبي العزيز، نحن اليوم نصدر أول شحنة من النفط الليبي، وأنا أحذركم من الرخاء أكثر مما أخشى عليكم من الفقر”.

أما عن شهادته في بداية حكم القذافي فأعرب عن اعتقاده بأن الحكم العسكري لا يمكن أن يفضل على أي نظام آخر، وأضاف: “حكم الأربعين سنة كان صعبا، ونهايته مأساوية، ولا تستطيع أن تقول هذا على العهد الملكي”.

ابتعث “فنيش في 1965 لصندوق النقد الدولي في فترة تدريبية، عاد منها عام 1967، ثم عاد في العام 1968 إلى أمريكا ليعود بالدكتوراه عام 1972م.

بعد عودته لليبيا كلف بمنصب في مصرف ليبيا المركزي، وفي تلك الفترة حدث ما سمي بالثورة الثقافية، عن تلك الأيام يقول: “كنت في احد اجتماعات اوبك مع وزير النفط الليبي في ذلك الوقت، فلما عدت وجدت أنهم قد أجروا انتخابات في البنك المركزي، وانتخبوني أمينا للجنة الشعبية”. حاول أن يخرج ولم يجد مخرجا..

رأي افنيش أن البلاد أصبحت في حالة فوضى، وصار يسمع أن الجماهير الشعبية ستزحف على البنوك، وستوزع (100) دولار لكل مواطن، ومن هذا القبيل، وفي اليوم التالي أجريت مع مقابلة في التلفزيون الليبي، فانتقد الوضع دون أن يدرك –حسب قوله- أن كلامه سيغضب السلطة..

وقتها كان عبدالسلام جلود رئيسا للحكومة فأصدر أمرا “الدكتور فنيش يرجع لواشنطن”.. ذلك أنه كان عضوا عن ليبيا في لجنة العشرين لإصلاح نظام النقد الدولي، التي يشارك فيها محافظو بعض المصارف المركزي، فعاد إلى واشنطن في العام 1973م، ولظروف كان يمر بها الصندوق فقد عين مديرا تنفيذيا مناوبا له، وظل بهذه الصفة حتى العام 1977م، ففي تلك السنة انتخب مديرا تنفيذيا، وبقي إلى العام 1992م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى