
* كتب/ محمد الشيباني،
نقرأ بلا كتب، ونشرح بلا مناهج، ونسكت كأن الأمر مش عيب ولا مهزلة..
سكوت غريب وقاتل، كأننا متفقون عليه جماعيًّا،
سكوت يجعلك تشك إننا فعلاً مهتمين بالعلم أو بالأجيال القادمة.
الموضوع الذي يفترض أن يكون أول همّ في كل بيت فيه طالب،
كأنه موضوع هامشي.
كأنه ليس قصة مليون ونص مليون طالب يحاولون أن يتعلموا وسط فوضى لا ترحم.
للأسف..
صمت مخز، تواطؤ صامت من الكل — من صفحات، من مؤثرين، من إعلام، من الناس… ومنّا قبل الجميع..
والمضحك المبكي، أن نفس الناس التي كانت تتعارك امس على “ملعبنا خير من ملعبكم”
و“حكومتنا أحسن من حكومتكم”،
لا يعلمون أن أولادهم لازالوا بلا كتب، والامتحانات النصفية بعد أقل من شهر.
لو حدثت في دولة أخرى لكانت المظاهرات أسقطت وزير التعليم ومسئولين كبار في الدولة، لكن، ليبيا فيها كل شيء عادي
الكتاب ليس مجرد ورق… الكتاب هو عمود الفهم..
هو الشي الذي يرجع له الطالب في البيت، الذي يثبت المعلومة في راسه.
ويجعله يحس إنه فعلاً طالب، مش مجرد اسم في ملف الحضور.
تخيلوا جيلا كاملا يبدأ عامه الدراسي من غير كتاب واحد.
كيف تريد له أن يحب المدرسة؟
كيف تريده أن يؤمن بالعلم؟
كيف تريده أن يحترم نظاما يرى أن يبدأ ناقصا في كل عام؟



