العربي الجديد-
تشهد مناطق متفرقة من ليبيا أزمة وقود، بسبب تعطل الإمدادات إلى المحطات، وسط خلاف بين اثنتين من شركات التوزيع الرئيسية العاملة في الدولة، ما دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد دبيبة، إلى التدخل للحيلولة دون تفاقم الوضع.
واضطرت نحو 390 محطة إلى الإغلاق لعدم حصولها على الإمدادات منذ عدة أيام، فيما تبادلت شركتا “البريقة لتسويق النفط” و”الشرارة الذهبية للخدمات النفطية” الاتهامات حول التسبب في الأزمة، حيث قالت شركة الشرارة إن شركة البريقة أوقفت تسليم الوقود لها، بينما عملت على تسليمه “للخارجين عن القانون، ووضعه تحت تصرفهم دون حسيب أو رقيب”، وفق بيان لها.
بينما قالت شركة البريقة لتسويق النفط في بيان مساء الجمعة (24 فبراير 2023م) إن إيقاف تزويد محطات شركة الشرارة الذهبية للخدمات النفطية راجع لأسباب قانونية تتعلق بالتمثيل القانوني لشركة الشرارة.
وأضافت الشركة أن “كميات الوقود متوافرة في مخازنها، وقد اتخذت الإجراءات التي تضمن تلبية حاجة المواطن، وذلك برفع مخصصات شركات التوزيع الأخرى من الوقود وتشغيل عدد من المحطات على مدى الأربع والعشرين ساعة، بما يضمن عدم حدوث ازدحام أو أي اختناقات أمام محطات توزيع الوقود حتى تتم تسوية الأوضاع القانونية للشركة (الشرارة الذهبية) التي باتت وشيكة”.
ودفعت أزمة الوقود رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى توجيه تعليمات لشركة البريقة بضرورة تزويد جميع المحطات بالوقود دون الرجوع والتنسيق مع شركات التوزيع العاملة في السوق.
ومن أمام محطة الوقود في منطقة السراج بالعاصمة طرابلس، قال المواطن أسامة نصر لـ”لعربي الجديد” إنه ينتظر في طابور أمام المحطة منذ أكثر من خمس ساعات للحصول على البنزين، بينما عانى خلال اليومين الماضيين في الوصول إلى محطة عاملة.
كذلك، أشار عبد الرزاق مروان من أمام محطة وقود في تاجوراء، شرق طرابلس، إلى أن معظم المحطات في المنطقة بلا وقود، وأصحاب المحطات يتحدثون عن أن شركة توزيع واحدة فقط تعمل حالياً في الإمداد.
بدوره، قال عبد الناصر التركي، صاحب محطة وقود في وسط العاصمة لـ”العربي الجديد” إن كميات الوقود التي تصل إليه لا تكفي، وتنفد خلال ساعات قليلة، مؤكداً أن هناك إمدادات للبنزين تصل تباعاً، لكن المواطنين لا يغادرون الطوابير.
ويُوزَّع الوقود عبر أربع شركات، “الراحلة” و”الشرارة الذهبية” و”خدمات الطرق السريعة” و”ليبيا للنفط”، إذ تحصل على المشتقات البترولية من شركة البريقة، المسؤول الرئيسي عن الإمدادات.
وقال الخبير الاقتصادي عادل المقرحي لـ”العربي الجديد” إن أزمة البنزين تتكرر، وتوقف إمدادات البنزين لدى بعض الشركات يعني أزمة جديدة ضمن الأزمات المعيشية للمواطن، إذ تؤثر تكاليف الوقود في العديد من جوانب الحياة اليومية، كالسفر ونقل البضائع وعمل المخابز. وتعتمد ليبيا على 5 مصافٍ لتكرير النفط، ويغطي إنتاجها 30% من احتياجات السوق المحلي، بينما تعتمد على الاستيراد لتغطية 70% تقريباً من احتياجات البلاد.