عربي 21-
قال خبير عسكري ليبي، إن فرصة ذهبية وحقيقية تلوح أمام القادة العسكريين والسياسيين الليبيين، لبدء عملية واسعة بهدف طرد مرتزقة فاغنر الروسية من الأراضي الليبية، على ضوء الخلاف والتوتر بين قيادتهم بزعامة يفغيني بريغوجين والكرملين.
وأكد العقيد عادل عبدالكافي، المستشار العسكري والاستراتيجي للقائد الأعلى للجيش الليبي سابقا، في تصريح لـ”عربي21″، أن فرصة حقيقة “قُدمت على طبق من ذهب” للقيادة العسكرية والسياسية الليبية لتقليم دور مرتزقة الفاغنر، وطردهم من البلاد، عبر إجراء عملية عسكرية “دقيقة جدا” ضد مواقعهم وأماكن سيطرتهم.
“لن تدعمهم روسيا“
وفي تصريحه، قال المستشار العسكري إن فاغنر لن يجدوا في هذه الظروف دعما من روسيا، ومن الناحية العسكرية لن يستطيع هؤلاء فتح عدة جبهات في آن واحد، سواء داخل الأراضي الليبية أو في روسيا أو في أوكرانيا، ولذلك فإن وضعهم الآن في أشد حالات الضعف.
ودعا عبد الكافي الحكومة في طرابلس والقيادة السياسية إلى الاستثمار الآن في الوضع المتأزم لمرتزقة فاغنر، دون إضاعة الوقت، على أن تشمل العملية أيضا ملاحقة المرتزقة الأفارقة، وكل من تورط بجلبهم داخل الأراضي الليبية.
وأضاف: “هنا تحديدا أقصد خليفة حفتر وقيادات الكرامة المتورطة في جرائم حرب ومتورطة في جذب المرتزقة إلى الأراضي الليبية. ومتورطة في إرسال الوقود والأسلحة إلى قائد قوات الدعم السريع في السودان حميدتي، وإشعال الحرب في السودان”.
وأكد أن العملية الليبية ستجد المساندة الدولية والإقليمية بشأن إنهاء دور المرتزقة الروس على الأراضي الليبية، وإلغاء تواجدهم في منطقة شمال أفريقيا بالكامل.
تداعيات تمرد فاغنر على ليبيا
وشدد على أن التصعيد الأخير في روسيا بين الجيش الروسي ومرتزقة فاغنر بالتأكيد سيكون له تداعيات على الأوضاع، ليس فقط في ليبيا، ولكن أيضا في العديد من الدول الأفريقية المتواجدة بها هذه عناصر مرتزقة فاغنر، والذين يشكلون طبعا جيشا غير معلن لروسيا.
وفي ظل التطورات والتصعيد الأخير والخلاف الحاد بين فاغنر والكرملين، يعتقد عبدالكافي أن روسيا ستحجب الدعم عن فاغنر، وهذا من شأنه أن يحدث خللا كبيرا جدا في استراتيجية روسيا بشأن التمدد في بعض الدول الأفريقية، لا سيما ليبيا.
ويملك مرتزقة فاغنر في ليبيا إمكانيات عسكرية كبيرة جدا، ويحتلون قواعد عسكرية واستراتيجية في ليبيا، كقاعدة الجفرة العسكرية، وقاعدة براك الشاطئ، وبعض المهابط الجوية الترابية.
كما يمتلك هؤلاء أسلحة حديثة فتاكة، مثل طائرات ميغ 29، التي ترابط في مطارات تحت سيطرتهم وسط ليبيا، ويمتلكون أيضا منظومة الدفاع الجوي، بانتسير، وفق عبد الكافي.
و”يحيط المرتزقة مواقعهم الاستراتيجية بحقول من الألغام، كما يسيطرون على معسكرات يجندون فيها المرتزقة الأفارقة بجميع جنسياتهم المختلفة؛ لاستخدامهم لتحقيق استراتيجية روسيا في التمدد إلى بعض الدول الأفريقية”.
وصباح السبت، أعلن مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، دخول قواته مدينة “روستوف نا دون” الحدودية مع أوكرانيا، قبل التوجه إلى مدينة فورونيج، ثم مدينة ليبيتسك التي تبعد نحو 510 كم عن العاصمة موسكو. في ظل أزمة غير مسبوقة بين فاغنر والكرملين، كادت أن تصل حد الصراع المسلح.
وفي ساعات المساء، أعلن بريغوجين سحب مقاتليه إلى معسكراتهم “تجنبا لسفك الدماء الروسية”، بناء على وساطة الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو.
ونشر بريغوجين رسالة صوتية عبر قناته على تلغرام، أعلن فيها أن فاغنر قررت إعادة قوافلها التي كانت متجهة نحو موسكو إلى قواعدها؛ حقنا للدماء.