الرئيسيةفي الذاكرة

خارطة طبوغرافية لتوضيح أسماء وجهات (أبواب طرابلس)

أما سور الكردون فلم يبق منه في الوقت الحالي إلا ما بين النصب التذكاري ومقر مطافئ الهاني

المنطقة الخضراء داخل السور كانت تسمى المنشية والمدينة القديمة كانت تسمى المدينة ولها أبوابها المختلفة عن أبواب الكردون

 

*كتب/ د. أسامة وريث،

لمن لا يعرف أبواب طرابلس وتسمياتها التاريخية، وهي واضحة هنا بهذه الخارطة من الشرق إلى الغرب:

باب الملاحة، باب العمروص، باب تاجوراء، باب ترهونة، باب الفرناج، باب عين زارة، باب سيد المصري، باب بن غشير، باب عكارة، باب بومليانة، باب العزيزية، باب قرجي، باب قرقارش..

أبواب أنشأها الإيطاليون وفتحوا بمحيطها بوابات وأبراجا للمراقبة، كانت موزعة بداية من باب قرقارش غربا إلى باب تاجوراء شرقا. ولازال الكثير من هذه المناطق يحمل نفس الأسماء التي أطلقت على أبوابها .

شمل المشروع بناء سور إسمنتي عريض، ليحيط بالمدينة كجدار دفاعي من شاطئ البحر غربا إلى شرقه، فيما عرفه الطرابلسيون وقتذاك باسم “الكردون” وهو مأخوذ من الكلمة الإيطالية Cordone والتي تعني “الطوق والنطاق”. ويتخلل هذا السياج أبوابا سميت بأسماء المواقع التي تؤدي الطرقات إليها من تلك الأبواب، مثل باب قرقارش وباب بن غشير (بينيتو) وباب تاجوراء وباب العمروص.

وكان الغرض من هذا السياج هو تحديد المدينة المتطورة وفصلها عما وراءها من سواني، وكذلك لأجل صد هجمات المجاهدين، ووقف غارات قطاع الطرق التي تأتي من الطوق الهلالي المحيط بطرابلس. وأسماء هذه الأبواب هي :

1-  باب بوستة (الملاحة).. من جهة طريق الشط. الملاحة نسبة لمشروع استخراج الملح. وبوستة نسبة لعائلة بوستة، التي اشتهر جدها بست أصابع في قدميه.

2-  باب العمروص.. مدخل الحارة اليهودية العمروص، المدخل القديم جهة مستشفى الصدرية العتيق.

3-  باب تاجوراء.. من ناحية الجسر المؤدي لمنطقة السوالم وسوق الجمعة.

4-  باب ترهونة (الهاني).. الطريق المؤدي غربا لمنطقة النوفليين ووسعاية بديري. والتي تؤدي شرقا إلى الطرق والمسالك المؤدية إلى منطقة ترهونة.

5-  باب الفرناج (أفران الجير).. طريق الفرناج (ترجع أصل التسمية لصناعة القدور والأفران)

6-  باب عين زارة.. نسبة لعين كبريتية قديمة تسمى زارا.

7-  باب سيدي المصري.. نسبة إلى الوليّ الفيتوري من فواتير زليتن، والعائد من مصر بعد تلقيه التعليم في الأزهر. وسمي بسيدي المصري ودفن هناك على نهاية طريق السكة.

8-  باب بن غشير.. نسبة لطريق الفندق الذي شيده التاجر المصراتي بن غشير الزموري. وحملت المنطقة اسمه في الفترة العثمانية.

9-  باب عكارة.. نسبة لمضارب قبيلة عكارة البربرية/الأمازيغية.

10-  باب أبومليانة.. نسبة لطريق منبع خزان مياه بومليانه الذي تم تشييده في ولاية راسم باشا، حسب ما ذكره مؤرخنا أحمد النائب في منهله العذب.

11-  باب العزيزية.. نسبة إلى طريق قصر العزيزية الإداري العثماني مع المسجد والسوق الذي أقيم في منطقة الكدوة بين قبائل ورشفانة.

12-  باب قرجي.. نسبة إلى منطقة قرجي المسماة على عائلة قورجي الجورجية.

13-  باب قرقارش.. نسبة إلى القصر الإداري الذي شيّده جند قره قوش التقوي، وحملت المنطقة اسمه في القرن 12م. ويقع على مدخل الحمامجي، والتي سميت بدورها بهذا الاسم لوجود حمام كبريتي قديم في مكان كلية البنات حاليا، حيث يرجع الاسم الى الكلمة التركية hamamcı وتنطق حمّامجي؛ لأن الأتراك إلى اليوم يسمون الحمام البخاريhamam . واشتهرت المنطقة أيضا بوجود المقبرة المسيحية الحمامجي (Hammamgi) التي تقع بالقرب من مدخل منطقة قرقارش.

أخيرا، المنطقة الخضراء داخل السور كانت تسمى المنشية، والمدينة القديمة كانت تسمى المدينة أو طرابلس المدينة، ولها أبوابها الخاصة والمختلفة عن أبواب الكردون. وهي من الشمال والشرق إلى الجنوب والجنوب الغربي: باب بحر- باب هوارة أو باب المنشية- باب الحرية- باب زناتة- باب الجديد- وآخرها باب الفُلة.

فيما تم اعتبار منطقة الظهرة طرابلس الجديدة. أما سور الكردون فلم يبق منه في الوقت الحالي إلا القليل عبر الجزء الواقع قبالة الإشارة الضوئية/ الهاني، ما بين النصب التذكاري ومقر مطافئ الهاني.

– ويبقى التساؤل: هل يمكن اعتبار كل ذلك إرثاً طبوغرافياً ينبغي المحافظة عليه، للذكرى والتبيان والدراسة والفهم؟

– أم هو رمز استعماري وجدار دفاعي تم تشييده أثناء عمليات إعمار وتحصين طرابلس القديمة!؟

– أم أنه جدار عنصري بحسب رؤية سكان الضواحي والدواخل القريبة، ويمثل فصلاً جغرافياً ما بين مناطق طرابلس الكبرى؟!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى