
الناس-
“حنان”.. فنانة تشكيلية ليبية من ذوي الهمم، جعلت من الفن رسالة ومن العطاء أسلوب حياة،،
“حنان مصباح الزروق”، من مواليد مدينة سبها متزوجة وتعيش بالقلعة، أصيبت بضمور العضلات في عمر الثلاث سنوات، وفي فترات جلوسها الطويلة بالمستشفى كانت تشعر بالملل خصوصا وأنها كانت تشاهد أقرانها يلهون ويلعبون، ففكرت بجذب انتباههم برواية القصص التي كانت تنسجها من خيالها، ثم طلبت من والدها بعض الأوراق والأقلام لرسم القصص وتلوينها، لتعطي للقصة بعض التشويق والمتعة، ومن ثم بدأت بتجسيد شخوص حكاياتها بالصلصال حتى وصلت لمرحلة المصغرات بالطين.
حنان منذ تخرّجها في مجال الرسم والتصوير عام 1997 بدأت رحلة تحقيق حلمها ليصبح واقعا، ففي سنة 1999، بدأت رحلتها في مركز لتأهيل ذوي الإعاقة، حيث درّست الرسم والأشغال اليدوية، ولم تتوقف عن الإبداع والمشاركة في عشرات المعارض داخل ليبيا وخارجها، وكان أبرزها مشاركتها سنة 2002 في معرض دول البحر المتوسط بتونس،
ولم تتوقف هنا، بل وتطوّعت لتعليم الكبار والصغار القراءة والكتابة ضمن برامج محو الأمية، ووصفتها بأنها من أكثر الاوقات الرائعة والجميلة في حياتها،
أما في 2006، فدخلت عالم تصميم الأثاث مع شركة إيطالية، وتميّزت بتصاميمها المبدعة، مؤكدة أن الفن لا يعرف حدود،
كما قدّمت دورات مجانية في مجالات التجميل، والصابون، والبخور، والشموع، والديكوباج، والتسويق…
و شاركت الأطفال بأوقات لرسم وسرد القصص التي تقوّم السلوك وتغرس القيم الإيجابية.
وفي فبراير 2025، شاركت في مهرجان عالمي للأزياء كمصممة لعرض ليبي، والذي نفذته دار “مارينا”، وكان العرض محط أنظار الجميع، ووُصف بأنه “أجمل عرض بالمهرجان” لأن لمساته الإبداعية قدمتها أنامل فنانة لم يتدخل في عملها الذكاء الاصطناعي، وطموح وحلم حنان لم يتوقف هنا، وها هي اليوم تشارك في البطولة الثانية للعبة البوتشيا وتحرز الأهداف،
حنان ليست فقط فنانة… بل قصة إلهام حقيقية تؤكد أن الإرادة أقوى من كل التحديات والمعوقات.