الناس-
أقيم مساء السبت 12 يوليو على خشبة المسرح الوطني بمصراتة حفل توقيع رواية “حمامة الوادي.. حكاية جدتي شريفة”، وهي أولى الأعمال السردية للكاتبة والشاعرة فتحية بن نصر، وسط حضور لافت من الكُتّاب والمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي المحلي.
وتنقل الرواية، الصادرة عن دار إمكان للطباعة والنشر، القارئ في رحلة إنسانية مؤثرة من خلال قصة فتاة تجد نفسها فجأة وحيدة في مواجهة الخوف والضياع، بعد أن فقدت عائلتها نتيجة الحروب والتهجير والأوبئة. غير أن الرواية لا تكتفي بسرد مأساة فردية، بل ترسم مشهدًا تاريخيًا واسعًا يُلامس الذاكرة الجمعية لليبيين.
وتتميز الرواية ببنائها السردي الذي يجمع بين خطّين زمنيين منفصلين، لكنهما متداخلان ظرفيًا، حيث تُستعاد مآسي الماضي وكأنها تتكرر في الحاضر، بعد مرور نحو مائة عام. فمن مشاهد المقاومة ضد الغزو الإيطالي عام 1911، إلى التحولات الكبرى التي عرفتها ليبيا مع ثورة 17 فبراير 2011، تنسج الكاتبة خيوط سرد متوازٍ يربط الأجيال والوجع، ويُبرز ما لم يتغير رغم تغير السنين.
وتقع الرواية في 73 صفحة من القطع المتوسط، وقد تميزت بلغتها الشعرية وسردها المتدفق بلغة تنأى عن المباشرة وتغوص في أعماق النفس والتاريخ.
وخلال الحفل، أعلنت فتحية بن نصر عن استعدادها لنشر عدد من الأعمال الجديدة، من بينها رواية قيد الطبع بعنوان “يوميات باستور”، بالإضافة إلى ديوان شعري بعنوان “عزف منفرد على وتر الصمت”، ومجموعة قصصية تضع حاليًا اللمسات الأخيرة عليها، مما يعزز حضورها المتنامي في المشهد الأدبي الليبي.
