عربي 21-
أثارت التهديدات التي أطلقها حفتر، ضد الساسة في ليبيا بأنه سيحطم أصنامهم مزيدا من التساؤلات عن دلالة الخطوة وأهدافه منها وما إذا كان يهدد بحرب جديدة.
وقال حفتر، خلال زيارته للجنوب الليبي، إن “الشعب والجيش يد واحدة قادرة على تحطيم أصنام الساسة، ولم نبنِ الجيش الوطني ليقف متفرجا على ليبيا يجرها العابثون إلى الهاوية، ولن ينقذ ليبيا ويبني خارطة طريقها إلا الشعب نفسه بحماية جيشه”، وفق كلمته.
تحريض “القوى السياسية“
وفي خطوة لتحريض القوى السياسية في ليبيا، قال حفتر: “أطالب القوى الوطنية الحية أن تعيد تنظيم نفسها وتجمع شتاتها لقلب الموازين لصالح الشعب، وعلى الليبيين ألا ينتظروا من طبقة سياسية أو جهة أجنبية أن ترفع عنه المعاناة”، وفق قوله.
ورأى مراقبون أن “زيارة حفتر للجنوب الآن محاولة لإثبات سيطرته على المنطقة هناك وأن تهديداته للساسة هدفها كسب الجنوب وتحريضه على حكومة الدبيبة، وأن حفتر قد يخوض حربا جديدة ضد هذه الحكومة”، وفق تقديراتهم.
فهل يخوض حفتر حربا جديدة ضد الحكومات الليبية أم إن خطابه لإثبات حضوره وقوته؟
حرب قادمة
من جهته، قال الضابط الليبي العقيد سعيد الفارسي، إن “حفتر بدأ يفقد شعبيته ودوره السياسي في الشرق الليبي وهو الآن يبحث عن مؤيدين له في الجنوب الشرقي بزيارته لمدينة الكفرة هناك، وبعد فشل حكومة باشاغا في الدخول إلى طرابلس لجأ حفتر إلى القوى السياسية وطالبها بترتيب أوراقها لتكون سندا له”.
وأوضح في تصريحات لـ”عربي21″ أنه “لا حل أمام حفتر إلا الحرب من أجل السيطرة على كافة التراب الليبي، وهو جاد في ذلك حال توفرت الفرصة له، لذا فإن الحرب قادمة لكنها مؤجلة الآن ويسعى حفتر ومؤيدوه في الخارج إلى كسر عظام خصومه في الداخل لإفساح الطريق أمامه”.
جدية حفتر
في حين أكد الأكاديمي من الشرق الليبي، عماد الهصك، أن “تصريحات “المشير” حفتر يحب أن تؤخذ على محمل الجد، فهي ليست من باب المماحكة السياسية، كون حرب طرابلس الأخيرة قطعت شعرة معاوية التي كانت تربط بين الفرقاء الليبيين، والوضع أصبح مرشحًا للمزيد من المواجهات العسكرية، وكل طرف سيستخدم ما يملك من قوة ومناطق نفوذ وتحالفات داخلية أو خارجية لتحقيق الغلبة”.
وأضاف في تصريحه لـ”عربي21″: “استشعار الدبيبة بالقوة وحثه المدعي العام على إصدار مذكرات ضبط ضد خصومه السياسيين، ومحاولته الواضحة للتفرد بالسلطة، سيزيد من تأزم الموقف، ويجب أن نقرأ تصريحات حفتر في هذا السياق، وأنها تنبئ بحالة التوتر التي بدأت تسيطر على العلاقة بين الأطراف السياسية”.
وتابع: “التصريحات في طياتها إعلان واضح للحرب، وأتوقع أنه سيلقي خطابًا آخر من مدينة سبها في الجنوب للإشارة إلى هيمنة قواته على الجنوب والشرق، والمقصود بالقوة السياسية التي دعاها لترتيب الصفوف هم حلفاؤه السياسيون كالبرلمان وحكومة باشاغا”.
خلط أوراق فقط
وقال الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي، إن “حفتر يريد القول إنه لا يزال موجودا في المشهد ويمكن أن يخلط الأوراق على الجميع في البلاد من أجل ان يستفرد هو بالمشهد، لكن ليس أمامه أية طريقة لفعل ذلك ولا يملك أية وسيلة أخرى سوى هذه الشعارات الجوفاء التي يشهرها دائما في وجه الخصوم وحتى الشركاء”.
وأشار الصحفي في تصريح لـ”عربي21″ إلى أن “حفتر يتخوف حاليا من تجاوز بعض الحلفاء له في المشهد السياسي المستقبلي وعلى رأسهم رئيس البرلمان عقيلة صالح، الذي يبدو أنه يسير في ملكوت مصالحه وأهوائه السياسية الضيقة التي تتناقض في أحايين كثيرة مع رؤية حفتر”.