الناس-
حاز مصرف ليبيا المركزي أبرز العناوين وأكثرها فرقعة في ليبيا للعام 2024، فعبرت تحته العملة المزورة والضريبة الجائرة، وأوقف النفط بسبب الصراع على كرسيه، وأدخل الرئاسي والبرلمان في مواجهة طاحنة، كان المطحون فيها “الصديق الكبير”.
لم يتغير جوهر المشهد العام رغم ما مر بالبلاد من أزمات، لم يستجد شيء، أنقذت مفوضية الانتخابات عامها بانتخابات بلدية هزيلة، وظل الدستور المنتظر في سردابه دون إطلالة، لازالت الواجهات السياسية هي نفسها تقريبا. ولو جسدا بلا فاعلية كما في مجلس الدولة. أو فعائل بلا جسد كما في مجلس النواب، لازالت الاشتباكات تشتعل بين الحين والآخر بطابع محلي كما يبدو، لا يكتوي بنارها إلا المدنيون في محيطها.
الملفات الرئيسية التي تربط ليبيا بالخارج ظلت على حالها تقريبا، ملف الهجرة غير النظامية بتشعباته. النفط لازال رهينا بأهواء المتحكمين. ملف داعش والإرهاب، نائم لعن الله من أيقظه. الحدود الليبية لازالت مترعة على المشاكل من جهاتها الأربع. أما البعثة الأممية فقد وقفت متفرجة تماما، تكتفي بإحاطة بين الفينة والأخرى لمجلس الأمن المعطل عن تعيين رئيس لها.
تتضاعف معاناة المواطن مع تأخر المرتبات، شح السيولة، غلاء الأسعار، وتدني الخدمات، وفشل في الاستحقاقات، وهكذا انقضى عام آخر..
حصاد الناس.. يناير 2024م
بداية عام غير متفائلة للنفط وعقيلة صالح.. وأزمة بيئية حقيقية في زليتن
حصاد الناس.. يناير 2024م.. بداية عام غير متفائلة للنفط وعقيلة صالح.. وأزمة بيئية حقيقية في زليتن
زليتن. رفع الدعم. قانون السحر.
ثلاثة عناوين استجدت على المشهد الليبي مع مطلع العام الجديد، وزادته سريالية..
استفاقت مدينة زليتن التي تبعد عن العاصمة طرابلس بحوالي 150 كم على غرق مساحات شاسعة من أراضيها بالمياه العذبة في ظاهرة جيولوجية محيرة، فقد خرجت المياه من باطن الأرض وشكلت مستنقعات ودخلت المنازل وأدت إلى نزوح السكان؛ وما زاد الطين بلة أن اختلطت بمياه الصرف الصحي وشكلت بركا آسنة لازال التعاطي معها دون المستوى.
أما العنوان الذي أزعج الشارع الليبي ووسع الفجوة بينه وبين حكومته فهو الإعلان عن رفع الدعم عن المحروقات، وهو أمر كان مطروحا منذ عقود ولم يجرؤ أحد على تنفيذه لما له من تبعات على اقتصاد المواطن الذي لا يثق في الحكومات، مهما تعهدت بحماية المستهلك في حال رفع الدعم. ورغم تراجع الحكومة عن القرار إلا أن التفاعل معه لازال مستمرا.
العنوان الثالث كان أقل أصداء، حين أصدر مجلس النواب قانون حد السحر الذي قدمت مشروعه هيئة الأوقاف. لكنه أثار جدلا واسعا لدى أهل القانون والحقوقيين.
لم يكن العام مبشرا في ملف النفط فلم يمر يومان على بداية يناير حتى أحيا محتجون سنة إيقاف إنتاج النفط من أكبر حقول البلاد، واستمر الإغلاق لعشرين يوما تقريبا انتهى بنقل مقر شركة أكاكوس للخدمات النفطية من العاصمة إلى مدينة أوباري في الجنوب. دون توضيح الملابسات الخفية للإغلاق والفتح..
أما عن عقيلة صالح، فلا زال يؤكد أنه البرلمان والبرلمان هو، حتى وزملاؤه يسعون لإسقاطه..
حصاد الناس.. فبراير 2024م
فبراير الرياضي شغل الناس عن أزمات المعاش اليومي. واحتفالات فبراير تحولت إلى سوق للمزايدات
شهر فبراير على مافيه كان جيدا بالنسبة للرياضة الليبية، ففيه تأهلت كرة قدم الصالات للنهائيات الإفريقية، وفيه توج الرباعون الليبيون بذهب أفريقيا، وعادت سيدات “رمي القرص” بذهبية الألعاب العربية وفضية الكاراتيه من الشارقة، كما توجت سيدات ليبيا بفضية الشراع بالكويت.
في هذا الشهر تأهل منتخب السلة لدوري المجموعات المؤهلة إلى أمم أفريقيا وحقق فيها نتائج تقربه من النهائيات، ثم ما كان من تأهل نادي أبوسليم للمرحلة القادمة من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بانتظار التحاق الهلال، وأخيرا المشاركة المميزة للسويحلي والأهلي بنغازي في بطولة الأندية العربية للكرة الطائرة بالأردن، والتي توج السويحلي بها وأعادها لليبيا بعد 46 عاما من غيابها.
لم يكتف الشهر بهذا بل توج الليبيون في مسابقتين للقرآن الكريم على مستوى العالم الإسلامي.
لقد كان شهرا للاحتفالات بالذكرى الثالثة عشر لاندلاع ثورة السابع عشر من فبراير..
لكن الشهر لم يخل من منغصات بعضها مرحل من الشهر الماضي كالذي تعيشه مدينة زليتن، والتي أعلنها مجلس النواب مدينة منكوبة، وشهد الشهر ارتفاعا متسارعا في أسعار العملات الأجنبية رغم المعالجات التي لم تسهم في نزولها، الأمر الذي انعكس على ارتفاع أسعار السلع الأساسية مع اقتراب شهر رمضان.. وصاحب كل ذلك تأخر نزول المرتبات كانعكاس مباشر لعدم الانسجام بين الحكومة والمصرف المركزي..
حصاد ليبيا. مارس 2024م
مع تعذر الرؤية. “المصرف المركزي” يفرض ضريبة على بيع النقد الأجنبي والداخلية تغلق معبر رأس اجدير
مع تعذر الرؤية. “المصرف المركزي” يفرض ضريبة على بيع النقد الأجنبي والداخلية تغلق معبر رأس اجدير
تفاعل حدثان مستجدان في مارس الليبي أكثر من غيرهما، الأول قرار فرض ضريبة إضافية على مبيعات النقد الأجنبي الذي صدر عن رئيس مجلس النواب، وألزم به المصرف المركزي المصارف التجارية، والحدث الثاني هو إغلاق معبر رأس اجدير من قبل وزارة الداخلية بعد صدام مع قوة كان تسيطر عليه.
في أحداث الشهر أيضا. المنفي يصدر قرارا بضم القتلى من حروب حفتر لهيئة الشهداء يثير عليه الشارع ويقتحم مقره في العاصمة طرابلس فيسحب القرار.
والرقابة الإدارية توقف وزير النفط، ورئيس الحكومة يكلف وكيل الوزارة بمهامه، وفي خبر مشابه قرر الدبيبة تكليف وكيل وزارة الدفاع عبدالسلام زوبي وزيرا للدفاع بعد أن كان يتولاها بنفسه
ومجلس الدولة يستنكر اعتقال عضو المجلس في درنة!
لم نعد نسمع عن المياه الطافحة في زليتن إلا لماما، كما قد لا نسمع عن انتشار الحمى القلاعية في قادم الشهور. فهذا عن الداخل الليبي أما دوليا فقد عادت أمريكا إلى البعثة الأممية بستيفاني خوري نائبة لرئيس البعثة، فهل تحمل معها الجديد على خطى سابقتها ستيفاني ويليامز؟
نشير أخيرا إلى أن شهر الصوم انطلق في الحادي عشر من مارس بإكمال شعبان ثلاثين يوما لتعذر الرؤية.. كما تعذرت رؤية مرتبات الشهر وقد دخل الشهر الجديد..
حصاد الناس.. أبريل 2024م
العملة المزورة، الهجوم السيبراني، وعجز المليارات الخمس.. ثلاث إعلانات للمصرف المركزي زادت المشهد الليبي إرباكا..
استقالة باتيلي.. واعتماد الميزانية.. والنجاحات الرياضية. مواضيع صارت هامشية؟
طغت عناوين مصرف ليبيا المركزي على شهر ابريل، فبعد أن أمر الشهر الماضي المصارف التجارية بتنفيذ ضريبة مبيعات النقد الأجنبي، فاجأ المتابعين هذا الشهر بالإعلان عن تعرض موقعه لهجوم سيبراني، الخبر الملغوم الذي لا يدرك أبعاده كثيرون. ثم أعلن المصرف نفسه عن وجود عجز في النقد الأجنبي يقدر بـ 5.7 مليار دولار في الربع الأول من العام، وثالثة الأثافي حين أعلن عن وجود عملة مزورة من فئة الخمسين دينارا. وتحت كل إعلان من هذه عناوين..
وغير بعيد من هذه العناوين اعتماد مجلس النواب لقانون الميزانية للدولة الليبية 2024 بأكثر من تسعين مليار دينار.
في المشهد السياسي كانت استقالة رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا “عبدالله باتيلي” العنوان الأبرز، وتولي نائبته الأمريكية “ستيفاني خوري” لمهامه.
وفي المشهد الرياضي تأهل منتخب الصالات لنهائيات كأس العالم وظفر ببرونزية أفريقيا، ورفع الاتحاد الإفريقي الحظر عن ملعب طرابلس أخيرا بعد عقد من الحرمان، وتوج الملاكم الليبي مالك الزناد ببطولة العالم للوزن الخفيف.. وكان للأندية الليبية صولاتها الخارجية.
حصاد الناس.. مايو 2024م
أكثر من 200 ألف أنهوا امتحانات الشهادة الإعدادية وأكثر من 7 آلاف حاج يتوجهون للأراضي المقدسة
عطفا على أحداث شهر أبريل. لازال معبر رأس اجدير بين ليبيا وتونس مغلقا في الاتجاهين..
لم تكن هناك فرقعات إعلامية في مايو، تبدو العناوين في أغلبها ساكنة، تركز كثيرا على الجانب الاقتصادي، والفساد الاقتصادي، وملاحقة المجرمين. وإن كان من اضطرابات أمنية، فقد حصلت في الجميل والزاوية بأقل عدد من الضحايا، وأغلقت بوابة مصراتة الغربية، وما يستحق الذكر أكثر هو اختطاف “إبراهيم الدرسي” عضو مجلس النواب. وأنباء لم تتأكد عن مقتله، وأصابع الاتهام تشير إلى سلطات شرق ليبيا.
في أحداث أمنية مؤسفة عصفت بالدوري الليبي لكرة القدم، إذ تم الاعتداء على فريق الأخضر بعد توجهه إلى بنغازي لخوض مباراة مهمة، وأحرقت حافلة فريق الخمس بعد لعبه لمباراة مهمة أيضا في الدوري الليبي..
ورغم كل ذلك. لم تكن هذه العناوين هي ما شغل الشارع الليبي فقد اهتم أكثر بارتفاع الأسعار وشح السيولة في المصارف، وتوجهت أنظارهم إلى أكثر من 200 ألف طالب تقدموا لامتحانات الشهادة الإعدادية، وأكثر من 7 آلاف حاج يستعدون لأداء فريضة الحج..
انصرم شهر الصوم، وهل هلال الفطر، ولازال معبر رأس اجدير على حاله مغلقا.. وفي الشهر مزيد عناوين.
حصاد الناس- يونيو 2024
معبر رأس اجدير يتسبب في صداع لحكومة الدبيبة. وإعراض عن سجل الناخبين المفتوح
لم تصبح الانتخابات البلدية هي الخبر الرئيسي أو حتى المثير للاهتمام. على أهميته. بل ظل خبرا هامشيا. يعكس ذلك الإقبال الضعيف حد الإعراض عن سجل الناخبين الذي مددت فترة فتحه دون كثير جدوى.
احتل خبر افتتاح معبر رأس اجدير الذي أغلق منذ مارس الماضي، ولازال مغلقا رغم إرادة الحكومة، ويواجه عقبات دون إعادة فتحه.
سجلت الرياضة الليبية بعض إنجازات على الصعيد الإقليمي والدولي، كما اختتمت الاتحادات العامة بطولات اليد والسلة، وعلى وشك اختتام دوري كرة القدم داخل الصالات، فيما لازال دوري كرة القدم يتطلع إلى ملاعب إيطاليا في وجود ارتباك.
نال موسم الحج أيضا نصيبا من اهتمام الشارع الذي ضج بالألعاب النارية وأبواق السيارات ليلا ونهارا. وضج حائطه الأزرق “الفيسبوك” بالانتقادات. فيما اقتطع عيد الأضحى تسعة أيام من الشهر إجازة لموظفي الدولة.
حصاد الناس. يوليو 2024م
شهر نشط على واجهات شتى. عسكرية، قضائية، سياسية، رياضية.. وتركيز على ملف الهجرة عبر ليبيا
الهجرة غير الشرعية في بؤرة الحدث لشهر يوليو 2024، انطلاقا من المؤتمر الدولي الذي استضافته العاصمة طرابلس لمعالجة الملف مع دول المنبع والدول الهدف، وتركيز إعلامي لرحلات ما يسمى بالعودة الطوعية للمائات في أفضل حالاتها، مقابل الإعلان عن وجود مليونين ونصف المليون منهم على الأرض الليبية. ويدور الكلام أن الجدل محتدم حول مشروع التوطين المطروح إعلاميا منذ سنوات.
وغير ذلك فقد كان يوليو شهرا نشطا، فشهد عودة لنشاط الميليشيات المسلحة، مرة في تاجوراء وأخرى في الزاوية وانفجار في زليتن..
شهد الشهر نشاطا رياضيا اختتمت فيه دوريات كرة القدم والسلة وتحققت فيه بعض نجاحات خارجية تذكر..
وشهد نشاطا عسكريا التقت فيه القيادات العسكرية على اختلاف مشاربها مع ضيوف لها من أصقاع الأرض القصية.. يرافقه نشاط تهريب أسلحة اتهمت فيه مؤسسة النفط..
ونشاطا قضائيا ولا شك، إذ أدان فيه القضاء الليبي المسؤولين عن كارثة فيضان درنة في سبتمبر 2023 وحكم بعضهم بمدد تجاوزت عشرين عاما، كما وجه النائب العام وكلاءه بسرعة تنفيذ (50) ألف حكم جنائي في نطاق محكمة استئناف طرابلس.
النشاط الذي شهده مجلس النواب كان استثنائيا. باعتماده لميزانية هي الأضخم في تاريخ البلاد. ثم استمر في نشاطه رفقه مجلس الدولة للإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية هذه المرة. وفتح باب قبول الترشيحات لرئيس الحكومة القادم مع فتح باب قبول التلاميذ في المدارس للعام الدراسي المقبل.
نشاط التهريب استمر أيضا، ومع إغلاق ملف معبر رأس اجدير الذي ظل مفتوحا لأربعة أشهر، عاد نشاط التهريب عبره وعبر مسارات أخرى، والنشاط المضاد لمكافحته.
ودون أن نغفل نشاط طرح الأحمال الذي عاد للواجهة..
حصاد الناس. أغسطس 2024م
تصاعد الأزمات في أغسطس والمصرف المركزي العقدة والحل
تعقدت الأزمات في بداية أغسطس. ولم تنجل بنهايته، فكان عقدة الشهور المنصرمة للعام 2024 على الصعيد الليبي.
استفتح عقد الأزمات في الثالث من أغسطس بإغلاق حقل الشرارة النفطي، وأجبرت المؤسسة الوطنية للنفط على إعلان القوة القاهرة.
ثم جاءت أزمة انتخابات مجلس الدولة، إذ انقسم المجلس إلى مجلسين بعد جدل حول احتساب ورقة ناخب وضعت في صندوق الاقتراع..
وأثار زوبعة طرد الدبيبة لدبلوماسيين مصريين إثر استقبال جمهورية السيسي لحماد رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان. بعدها بيومين أعلن عقيلة صالح أن برلمانه جمد بنودا في الاتفاق السياسي الأمر الذي عد تجميدا لاتفاق الصخيرات.
أمرت النيابة العامة بحبس وزير النفط المكلف لشبهات فساد، وحاول من لم يكشف النقاب عنهم اغتيال عضو الحزب الديمقراطي نزار كعوان، ثم ضربت الفيضانات الجنوب الليبي من شرقه إلى غربه.
أخذت المبعوثة الأممية المكلفة “ستيفاني خوري” عناوين هذه الملفات لتعرضها على مجلس الأمن في إحاطتها، في نفس اليوم الذي تفاقمت فيه أزمة الوقود ورسمت طوابير أفعوانية طويلة أمام المحطات..
أزمة مصرف ليبيا المركزي والصراع حول إدارته كان أبرز العناوين. وربما يتوقف عليه حل كل الأزمات.. ربما لا.. سنرى..
حصاد الناس.. سبتمبر 2024
محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي. ومعاودة تصدير النفط عبر قنواته الرسمية
سيكون سبتمبر هو الشهر الذي ضاقت فيه عقدة البنك المركزي، فلما استحكمت حلقاتها فرجت..
من تبعات الانفراج هو قرار رفع ضريبة (27%) المفروضة على مبيعات النقد الأجنبي.. وفتح تصدير النفط بشكل رسمي وقانوني.
ورغم أن الشهر أطل بحادثة اغتيال إلا أن الشهر لم ينقض حتى كان المطلوبون في قبضة العدالة، وبقي في الشهر فسحة لمتابعة منتخب الصالات لكرة القدم وهو يسجل فوزه الأول في تاريخ مشاركاته بكأس العالم بعد 16 عاما من أول تواجد له، ومتابعة منتخب الكاراتيه وهو يحصد القلائد الملونة في إيطاليا، ومتابعة منتخب كرة القدم الأول وهو يخسر ويدفع مدربه الثمن إقالةً..
ورغم أن كرة القدم تمر بأزمة اتحاد الكرة ومعارضيه. لكن الحدث الأبرز والأكثر تميزا كان انسحاب منتخب ليبيا للروبوتات من الاولمبياد الدولي باليونان. رفضا لمقابلة فريق دولة الاحتلال الصهيوني..
حصاد الناس.. أكتوبر 2024م
أوله سينما. أوسطه رياضة. وآخره اقتصاد رغم جائحة الجراد..
بعد العسرة في شهر أغسطس، تنفست حكومة الدبيبة الصعداء في سبتمبر بتجاوز أزمة البنك المركزي، ودخلت أكتوبر بارتياح مكنها من إثارة موضوع الاستفتاء الشعبي مع الرئاسي، مناكفة للنواب ومجالسهم الكثيرة.
ابتدأ أكتوبر باحتفالية للسينما. مهرجان دولي يقام للمرة الأولى وأخذ صداه الإعلامي. واستمر عطاء الثقافة في معرض النيابة الدولي للكتاب. وفي الثلث الثاني من الشهر اشتعل ملف كرة القدم الذي لم يشهد يوما استقرارا منذ عقود طويلة. طولب رئيس اتحاد كرة القدم بالاستقالة ففعلها وما كاد يفعل. لكن أزمة أخرى شهدها المنتخب، حين اشتكى الاتحاد النيجيري من سوء معاملة فريقه القادم إلى ليبيا للعب مباراة الجولة الرابعة من التصفيات، وقضى الكاف بمعاقبة منتخب ليبيا بخسارة المباراة. وبالنتيجة الإقصاء من الترشح للبطولة الإفريقية التي لم يعتد على لعبها.
في الثلث الأخير من الشهر وعقب عطلة عيد التحرير، استضافت ليبيا منتدى اقتصاديا ثنائيا مع شريكها الإيطالي، وأطلقت فيه الكثير من الوعود التي لو تحققت لخطت بالبلاد خطوة مهمة على درب الاستقرار، خاصة والنفط قد عاد إلى مستوياته في 2013، وفي طريقه لأن يحقق أرقاما جديدة مع نهاية العام، وقد يصح القول أن الاقتصاد الليبي يتعافى رغم جائحة الجراد..
الصفحة الأخيرة في الشهر عند مجلس الأمن الذي جدد لبعثة من دون مبعوث. كمؤشر على استعصاء الملف الليبي في الأروقة الأممية..
عناوين أخرى مهمة. ولن تكون الصورة الرئيسية إلا ما رسمه الفنان الليبي محمد بن لامين عمن تعلقت به قلوب الأمة.. (السنوار).
حصاد الناس- نوفمبر 2024
تدافع متصاعد بين الرئاسي والبرلمان. والألغام تتربص بالليبيين في ربع مساحة بلادهم
ديوان المحاسبة يكشف الفساد. ومليون ليبي يسجلون للحج
يمتد الصراع بين المجلس الرئاسي وتحديدا رئيسه، وبين مجلس النواب وتحديدا رئيسه، هذا الصراع لم يبدأ في نوفمبر..
بالتأكيد فالصراع أعمق.. ويبدو أنه لن ينتهي قريبا، وبعد أن طحنت رحاه محافظ المصرف المركزي، سيقتحم البرلمان على الرئاسي ملف المصالح الوطنية أهم شعاراته منذ مولده في اتفاق جنيف، وسيصر الرئاسي على المضي في تفعيل هيئة الاستفتاء التي بإمكانها وحدها أن تطيح بالبرلمان.
وزير الداخلية سيخطف الأضواء مرتين في الشهر المنصرم، مرة بسقوط إعلامي، أطلق فيه بعض التصريحات الملهية بصياغة ومفردات ركيكة فتحت عليه عيون الإعلام الدولي، وأخرى بسقوط جسدي عن فرسه في مهرجان للركض الشعبي، وصار إلى المستشفى لعلاج السقطة الثانية فقط..
جاءت الانتخابات البلدية في وسط الشهر، وأفرزت (65) مجلسا بلديا جديدا في شتى نواحي ليبيا، وتعزز انقسام مجلس الدولة بانتخاب تكالة في جلسة رفض مناصرو منافسه حضورها، ومع النشر المتأخر لتقرير ديوان المحاسبة عن الوضع المالي للدولة، وما تضمنه من فساد مخز. كان مليون ليبي قد سجلوا في قوائم الراغبين في الحج، وفق ما أعلنت الهيئة..
أدناه أبزر العناوين التي رصدتها صحيفة الناس عن شهر نوفمبر 2024م..
حصاد الناس.. ديسمبر 2024
رفع الدعم عن الوقود أم رفع الضريبة عن مبيعات النقد الأجنبي. كيف سيستقبل الليبيون عامهم الجديد؟
عادت قضية رفع الدعم عن الوقود للواجهة مع نهاية ديسمبر، وذلك في تصريح لرئيس حكومة البرلمان أسامة حماد والذي لا ينطق عن هواه عادة.
أبى آخر شهور السنة أن يمر دون فرقعات، فبعد ما أثير في أوله عن بطلان قرارات رئيس مؤسسة النفط وما أشيع حول حمله لجنسية دولة أخرى ما يعني سقوط الجنسية الليبية عنه (الأمر الذي نفته المؤسسة)، ثم ما كان من أزمة مصرف ليبيا المركزي مع البنك الفيدرالي الأمريكي ووزارة الخزانة الأمريكية، ثم إيقافه لبيع النقد الأجنبي، ولا يمكن بحال تجاهل تطورات مؤسسة ديوان المحاسبة الذي نقل مقره بشكل مفاجئ وغامض، الأمر الذي أقلق البعثة الأممية فأصدرت بيانا، وأخيرا حكم المحكمة بإقصاء رئيس الديوان وتكليف غيره بناء على قرار صادر قبل عشر سنوات!
الليبيون كانوا بانتظار استئناف مصرفهم المركزي لبيع العملة الأجنبية مع مطلع العام الجديد بعد رفع الضريبة، ما سينعكس على الأسعار، لكن بعد التلميح إلى رفع الدعم عن الوقود هل يكتفون من الغنيمة بالسلامة.. وصرف المرتبات في موعدها؟
الأمطار حاصرت الشهر في أوله وآخره، فأغرقت الشوارع وأوقفت الدراسة.. و”بشار” هرب!..
إن في ذلك لآية..
