
العربي الجديد-
أصدرت سلطة التحقيق الليبية أمراً بحبس مسؤول منطقة الزاوية في شركة البريقة لتسويق النفط والغاز، وذلك على خلفية توقف توزيع الوقود في مصفاة الزاوية لتكرير النفط، وفق ما أفاد به مصدر رسمي مطلع على التحقيقات.
وذكرت التحقيقات أن المسؤول عمد، إلى منع عمليات توزيع الوقود، بهدف الضغط على جهة الإدارة لإلغاء قرار نقل مقر مكتب حجز كميات الوقود التابع لشركة الشرارة لتسويق النفط إلى مقرها الرئيس.
وأجرى مكتب النائب العام تحقيقات موسعة أثبتت تآمر المسؤول مع آخرين على وقف توزيع الوقود لفترة استمرت حتى تدخلت النيابة العامة لاتخاذ التدابير اللازمة لضمان حصول السكان على احتياجاتهم من الوقود من دون انقطاع. وبعد استجواب المتهم، أمر المحقق بحبسه احتياطياً على ذمة التحقيق، مع توجيه ملاحقة قانونية إلى بقية المشاركين في الواقعة.
وتعاني البلاد أزمة وقود حادة، حيث تصطف السيارات يومياً أمام محطات التزود، فيما تؤكد شركة البريقة لتسويق النفط أن كميات الوقود متوفرة، وأنه لا داعي للقلق، مؤكدة دعمها لجهود السلطات لضمان انتظام التوزيع. ووفقاً لتقرير ديوان المحاسبة، بلغت قيمة واردات الوقود في عام 2022 نحو 8.83 مليارات دولار استُبدلت بما يعادلها من النقط الخام. كما أظهرت البيانات أن الكميات المستوردة تضمنت 4.7 ملايين طن من البنزين و4.4 ملايين طن من الديزل.
تجدر الإشارة إلى أن سعر البنزين في ليبيا يعد من بين الأدنى عربياً، إذ لا يتجاوز سعر اللتر 0.15 دينار ليبي (الدولار يساوي 5.5 دنانير). ويُوزَّع الوقود عبر أربع شركات: “الراحلة” و”الشرارة الذهبية” و”خدمات الطرق السريعة” و”ليبيا للنفط”، إذ تحصل كلها على المشتقات البترولية من شركة البريقة، المسؤول الرئيسي عن الإمدادات.
وتُعد مصفاة الزاوية واحدة من أهم المنشآت النفطية في ليبيا، وتقع في المنطقة الغربية بالقرب من مدينة الزاوية. وتأسست المصفاة لتكرير النفط الخام وتحويله إلى منتجات بترولية، مثل البنزين والديزل والغاز، ما يجعلها من المصادر الرئيسية للطاقة في ليبيا.
وتتسع قدرة مصفاة الزاوية للتكرير حوالي 120,000 برميل يومياً، وتُعد مركزًا رئيسياً في شبكة توزيع المنتجات النفطية داخل البلاد.