الاخيرةالرئيسيةالراي

جيل الباوربوينت..

كنا نرى أنفسنا ملوك البرزنتيشن، ونصف الأجيال التي قبلنا بـ"جيل البروجكتر" الذين طبعوا صورًا من الكتاب ولصقوها على لوح فلّين

* كتب/ محمد الشيباني،

كنت أنا وأبناء جيلي نظن أنفسنا عباقرة التقنية وأساتذة الإبداع…

جيلٌ كان سعيدًا بتعلم برنامج  PowerPoint؛ نجلس الساعات نختار خلفية متدرجة من الأزرق للسماوي.

وكانت قمة الإنجاز عندنا أن نجعل الشريحة “تقفز” من اليمين وتدخل من الشمال، أو نضيف صوت تصفيق على كل انتقال.

كنا نرى أنفسنا ملوك البرزنتيشن، ونصف الأجيال التي قبلنا بـ”جيل البروجكتر” الذين طبعوا صورًا من الكتاب ولصقوها على لوح فلّين.

ونحن من نحن؟

نحن الذين نفتخر بأننا عرفنا كيف نغيّر لون النص من الأسود للأحمر، ونضع “WordArt” مائلًا، ونكتب عنوان الدرس بخط Comic Sans ونعتقد أننا ملكنا الدنيا وما فيها!

لكن وبدون اي مقدمات…

بغثة، جاءنا جيل الذكاء الاصطناعي.

جيل لا يتعب نفسه، ولا يكتب في “Click to add title”، بل يقول لتطبيق AI:

“جهّز لي عرضًا عن الطاقة النووية بأسلوب بسيط، وتصميم حديث، وخطوط إبداعية…”

في دقيقة واحدة يخرج لك عرضا لو رآه ستيف جوبز في مرقده لصفّق!

خطوط أنيقة…

ألوان متناغمة…

رسوم بيانية…

جيل يضغط زرًّا…

فتخرج شريحة جاهزة، فيها صور، وأيقونات، ومؤثرات، وكأن وراءها جيشًا من المصممين والمبرمجين.

رفقًا بنا أيها الجيل الحديث…

نحن جيل الباوربوينت؛ الجيل الذي عاش عصر التأثيرات العشوائية وظن أنه وصل إلى قمة الحداثة.

دعونا نستمتع بما بقي لنا من ذكريات…

قبل أن يحولنا جيل الذكاء الاصطناعي إلى متحف حيّ للعروض البسيطة..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى