الحرة-
دعت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إلى إجراء مزيد من البحوث حول مرض “كوفيد طويل الأمد” والاهتمام بالذين يعانون منه وتأهيلهم، بينما حذرت خبيرة بريطانية من أن تتحول الأعراض الطويلة للمرض إلى “جائحة فوق الجائحة”.
وأتى ذلك في مؤتمر ضمّ خبراء تبادلوا الخبرات حول هذه الحالة التي لا تزال غير مفهومة بما يكفي.
وعقدت المنظمة هذا المؤتمر الأول، من ضمن سلسلة تمّ الإعداد لها بهدف التوسّع في فهم أعراض ما بعد الإصابة بكوفيد، ولم يشارك فيه علماء وأطباء فحسب بل أيضاً أشخاص عانوا من هذه الحالة.
ولا تزال المعلومات شحيحة حول سبب استمرار معاناة بعض الأشخاص، بعد اجتيازهم المرحلة الحادّة من كوفيد-19، من أعراض عدّة بينها الإرهاق وضبابية الدماغ ومشاكل قلبية وعصبية.
وتشير الدراسات إلى أنّ حالة واحدة من كل 10 قد تعاني من أعراض طويلة الأمد بعد شهر من الإصابة، ما يعني أنّ الملايين معرّضون للمعاناة من مرض مستمرّ.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنّه مع تحوّل الاهتمام الى حملات التلقيح، “لا ينبغي إهمال كوفيد طويل الأمد”.
وأضاف أن تأثير كوفيد طويل الأمد على المجتمع والاقتصاد بدأ يصبح جلياً، وعلى الرغم من تعزيز مستوى البحث إلا أنه “لا يزال غير كاف”، على حد قوله.
وحذّرت الطبيبة البريطانية في “الاتحاد الدولي للعدوى التنفسية الحادّة”، غايل كارسون، من أنّ “كوفيد طويل الأمد يمكن أن يصبح جائحة فوق الجائحة”.
وعرضت معاناة مرضى يعانون من كوفيد طويل الأمد ويخضعون للمراقبة في إطار تقديمها نتائج ما توصّل اليه “منتدى دعم ما بعد كوفيد”.
وأشارت إلى أنّه حتى أولئك الذين لم يضطروا لدخول المستشفى للعلاج من الفيروس، فإن هذه الحالة غيّرت حياتهم.
وقالت “الناس يفقدون وظائفهم وعلاقاتهم. هناك حاجة ملحّة لمحاولة فهم هذا الأمر”.
وأضافت كارسون أنّه حتى كوفيد طويل الأمد لدى الأطفال “كان أقلّ ملاحظة” مما هو عليه الأمر بالنسبة للبالغين.
ووصفت تخصيص 45 مشروعاً فقط لكوفيد طويل الأمد من أصل أكثر من 5 آلاف مموّلة لكوفيد-19 بـ “الصادم”.
وقالت ماريا فان كيرخوف، المسؤولة التقنية حول كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إنّ المنظمة تواصل التعرف على هذا الجانب من الجائحة.
وأضافت “نحن نعلم أنه يتعين علينا هناك القيام بالكثير من العمل”، لافتة إلى الحاجة “للمثابرة من أجل الحصول على إجابات”.