* عبدالوهاب الحداد،
الثيمة أو التيمة لفظ لا تيني “تايما” وتعني الشيء الذي نضعه، وترجمت كلمة thema من الإنجليزية إلى العربية بعدة معان منها الموضوع/ الموضوعة، وسمة/ سمات، ومحور، وجذر.
كما استخدمت في الأدب والفن عموما للدلالة على الفكرة الرئيسية أو الموضوع الرئيسي، ومن الواضح أن مفهوم الثيمة ظل بعيدا عن تعريف واحد متفق عليه، فقد اختلفت التعريفات بحسب اختلاف المنطلقات*
بعيدا عن التعريف الاصطلاحي لمفهوم الثيمة، وفي محاولة لتبسيط المعنى خاصة في مقصدها الدرامي، فإن الثيمة هي ذلك الإطار العام “الحسي” الذي يحوي بداخله كل مكونات العمل الدرامي، القصة، والموضوع، والشخصيات، والحبكة.
ثيمات هوليود العشرة**
في سلسلة عن السينما بقناة الجزيرة تنقل ريتا خان عن الكاتب الأمريكي بليك سنايدر قوله: إن جميع أفلام هوليود تدور حول 10 ثيمات فقط، لكنها تروى في كل مرة بطريقة مختلفة.
وهذه الثيمات بحسب سنايدر هي 1 وحش في البيت 2 الكنز في الرحلة 3 المصباح السحري 4 انتصار الأحمق 5 البطل الخارق 6 الجماعة 7 أزمات الحياة 8 قصة حب 9 اللغز 10 بطل عادي في موقف غير عادي.
في المقابل يحدد الكاتب محمد صلاح خمس ثيمات للأفلام وهي 1 الانتقام 2 اللغز 3 الطموح 4 التوسل 5 الخيانة.
وبغض النظر عن التسميات التي تطلق على الثيمات، وعن عددها، إلا أن ما يفيدنا هنا أن الثيمات ليست المواضيع، ولا هي القصص أو الحبكات، وإنما هي شيء أعم وأشمل من كل ذلك، لأن القصص هي من تتعدد تحت الثيمة الواحدة، فيما الثيمة قيمة عليا ثابتة، وعنوان عريض لعشرات ومئات من عناوين الأفلام.
الإفلامجية***
يعرف المخرج المصري عمرو سلامة الثيمة بأنها شعور لدينا جميعا.. شيء نريده جميعا.. نستشعره جميعا”
وهذا أقرب تعريف صادفني لثيمة الأفلام، فالثيمة مكون حسي يتسرب إلينا ونحن نشاهد الفيلم، فنحن لا نشاهد ثيمة الفيلم مباشرة، لكنها تصلنا من خلال موضوع الفيلم وأحداثه وحبكته وشخصياته وبقية مكوناته، وإلى جانب كونها حسية لا مادية، وأنها إطار عام للفيلم، فإنها منطلق وأساس، تبدأ معه الأفلام وتنتهي.
ثيمة تيتانك
يقول عمر سلامة إن أغلبنا يرى أن ثيمة فيلم تيتانك هي الحب، لكن الحقيقة هي أن الحب موضوع الفيلم وليس ثيمته، أما ثيمة الفيلم فهي “التضحية”، وكل من شاهد الفيلم تأثر بتلك التضحية في قصة الفيلم، وإن كان قد أعجب بقصة الحب وتفاعل مع أحداث غرق السفينة.
فالثيمة أشمل من الموضوع/ المواضيع، وأكثر عمومية من الحدث/ الأحداث، وأكبر من الفكرة الرئيسية/ الأفكار الرئيسية، الثيمة هي الوعاء الذي يحوي كل ما سبق وأكثر في فيلمك.
من هنا فإن صانع الفيلم لا بد له أولا وقبل كل شيء البحث عن ثيمة واضحة ومحددة ينطلق منها ويغلف بها قصته، ويجعل من كل مكونات وعناصر عمله في خدمة هذه الثيمة، ليتمكن من تحديد الشعور الذي يريد أن يوصله للمتلقي.
البوصلة الخفية****
يشبه الكاتب “حسين نصر” الثيمة بالبوصلة الخفية التي بدونها لا يمكنك الإبحار، وإن استطعت الإبحار بدونها فإنها ستظهر بين يديك من جديد، لأنها المقصد الذي قد يتشكل تدريجيا مع الإبحار في نصك.
مضيفا بأن الثيمة شيء دفين ينبض بحركة قلقة مطالبا بالإعراب عن نفسه ولكن من وراء حجاب الحكاية والشخصيات والحبكة
أخيرا
ثيمة فيلمك،
هي الجواب عن سؤالك لنفسك: عما أريد أن أتحدث؟ في كلمة واحدة أو كلمتين، ثلاث كلمات كأحد أقصى.