
الناس-
أعلنت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا “هانا تيتيه” عن عزمها تقديم خارطة طريق إلى مجلس الأمن في أغسطس 2025، تحدد فيه خطوات عملية لإجراء انتخابات في ليبيا في أقرب وقت.
جاء ذلك في إحاطتها لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، حيث شددت على ضرورة الاستقرار الأمني وتجاوز الجمود السياسي لباء دولة مزدهرة وآمنة للجميع.
ودعت تيتيه الاتحاد الإفريقي لدعم خارطة الطريق إلى جانب مجلس الأمن والدول الأعضاء في عملية برلين، لتحقيق الهدف، مشيدة بجهود الاتحاد الإفريقي لإحراز تقدم في ملف المصالحة الوطنية في ليبيا. موضحة أن البعثة ستواصل العمل مع الاتحاد الأفريقي لتحديد سبل التغلب على التحديات التي تعيق التقدم في هذا الملف، داعية إلى التركيز على الضحايا بعيدا عن الديناميكيات السياسية التي تعيق العملية حاليا.
وحثت الاتحاد على دعم الشعب الليبي في تحقيق تطلعاته السياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية وتحقيق استقرار أكثر استدامة. متحدثة عن أن تركيز البعثة الأممية حاليا ينصب “على توجيه جميع الجهود نحو منع النزاع والمضي قدما في العملية السياسية وضمان عملية مصالحة وعدالة انتقالية فعالة، وإنهاء فترات انتقالية طال أمدها”.
وأعربت عن إدراكها بأن الامر “لن يكون سهلا، لكننا نؤكد مجددا التزام الأمم المتحدة وبالأخص بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بالعمل مع الاتحاد الإفريقي دعما للمصالحة الوطنية والسلام والاستقرار في ليبيا والشعب الليبي”.
المبعوثة قدمت إحاطتها عبر الانترنت من العاصمة طرابلس الخميس (24 يوليو 2025م) مستعرضة الوضع العام في ليبيا والتحديات التي تواجهها لخلق بيئة مواتية لبناء دولة مستقرة ومؤسسات موحدة فيها من خلال انتخابات عامة.
فطرحت أولا قضية الهشاشة الأمنية وحالة عدم الاستقرار في البلاد، مدللة على ذلك بالاشتباكات المسلحة التي اندلعت في 12 مايو الماضي، معربة عن خشيتها من تفاقم الوضع “إذا لم ينفذ القادة السياسيون والأمنيون التدابير الوقائية اللازمة لمعالجة أسباب النزاعات وتخفيف التوترات والحفاظ على سلامة البلاد وسيادتها”.
وأوضحت أن البعثة عملت بشكل وثيق مع المجلس الرئاسي لتهدئة التوترات في العاصمة، وتوصلت مع الرئيس المنفي إلى إنشاء عدد من الهيئات الأمنية المؤقتة، من بينها لجنة الهدنة في 18 مايو، ولجنة الترتيبات الأمنية في 04 يونيو، والمكلفتين بتنفيذ التدابير الهيكلية اللازمة للحفاظ على السلام وإعادة تنظيم القوات في العاصمة.
واستعرضت رئيسة البعثة الأممية جهودها لإحياء لجنة المتابعة الدولية المعنية بليبيا، والمنبثقة عن عملية برلين، وذلك عبر استضافة اجتماع لكبار المسؤولين في برلين في 20 يونيو.
كما تحدثت عن عقبات تواجه الانتخابات البلدية في ليبيا، دون تفصيل في ذلك. مشيرة إلى التعويل على هذه الانتخابات المحلية للبناء عليها للمضي في إجراء الانتخابات الوطنية.
وشرحت المبعوثة كيف يسرت بعثتها “تشكيل لجنة استشارية تضم 20 خبيرا قانونيا ودستوريا ليبيا، كلفوا باقتراح خيارات لمعالجة القضايا الخلافية في الإطار الانتخابي، والتي حالت دون إجراء الانتخابات العامة”. مشيرة إلى أن اللجنة المشكّلة نظرت أيضا في قضايا أخرى ذات صلة بوضع خيارات لخارطة طريق سياسية، تفضي إلى إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات. واستعرضت المشاورات “واسعة النطاق” مع الشعب الليبي لمعرفة آرائهم حول توصيات لجنة الـ20.
وقد أعرب المشاركون في المشاورات “عن رغبتهم القوية في إجراء انتخابات وطنية، وأعربوا أيضا عن شعورهم بالإحباط من استمرار الانقسامات السياسية، مما أدى إلى انعدام الثقة في قيادتهم لانتشال البلاد من هذه الأزمة، ومع ذلك فقد تمسك جميع المشاركين بآمالهم في بناء مستقبل أفضل لبلادهم”- تقول تيتيه.