اخبارالرئيسيةفضاءات

توجه روسي جديد للتواجد بقوة في الجنوب الليبي

المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية: هل بدأت موسكو عمليا في تفعيل مشروع الفيلق الإفريقي انطلاقا من ليبيا؟

الناس-

كشفت روسيا نهاية العام الماضي عن نيتها إنشاء تشكيل عسكري تحت مسمى فيلق إفريقيا يهدف للانطلاق نحو القارة السمراء للدفاع عن مصالحها هناك، ومواجهة أي نفوذ أميركي أوروبي يسعى لتطويقها.

المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية التقط الخبر، وأعد ورقة عن الدور المرسوم لليبيا في المخطط الروسي، مقدرا أن الشرق الليبي سيكون هو المركز الأساسي والدائم لهذا التشكيل الذي حل محل مرتزقة شركة فاغنر. وأن مركز القيادة له سيكون في ليبيا، فيما ستتوزع قواته في كل من بوركينا فاسو ومالي وإفريقيا الوسطى والنيجر.

 

الفيلق وفق المركز ومصادر أخرى سيضم حوالي (40- 45) ألف مقاتل، تحت قيادة نائب وزير الدفاع الروسي “يونس بك يفكوروف”.

وقد رصدت الأقمار الاصطناعية الغربية وصول أسلحة جديدة وقواعد من سوريا إلى ليبيا بعد سقوط نظام الأسد.

 

أما عن الظروف التي هيأت لروسيا فيسرد مركز الدراسات الليبي إن “وجدت روسيا الطرق كلها ممهدة لها في منطقة الشرق الليبي وقيادته العسكرية، التي فتحت لها كل الأبواب للتواجد والسيطرة، وإنشاء القواعد العسكرية وإنزال الأسلحة والمعدات والجنود الذين يتقاضى بعضهم رواتب من الرجمة”.

هذه الظروف التقت مع “تطلع حفتر لحكم ليبيا والسيطرة على المؤسسة العسكرية والنفط، الأمر الذي جعل التنسيق بين الطرفين يتحول إلى مشروع استراتيجي في المنطقة”.

ثم “تطورت العلاقة بفتح المجال لأجهزة المخابرات الروسية لتتبع جميع التحركات والأنشطة في الدول الإفريقية التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي والعسكري”.

 

ووفق الورقة المعدة من قسم الأبحاث بالمركز فإن روسيا سعت بعد الشرق للتواجد بقوة في الجنوب الليبي، خاصة قاعدة السارة الجوية، ومن المتوقع أن تصبح مركزا رئيسيا لعمليات فيلق أفريقيا الروسي.

يشار إلى أن اسم الفيلق الإفريقي قد أطلق سابقا على القوات الألمانية الإيطالية في ليبيا إبان الحرب العالمية الثانية.

 

المركز الليبي يقول إنه رصد عبر مصادر له توقف قاعدة السارة عن العمل منذ 2011، وقد أعيد إحياؤها مؤخرا، لكن المعدات والآليات العاملة بها بعضها تحمل شارات أجنبية، كما أن الترميم يتم في تكتم شديد، وتقوم شركات لم يفصح عن هويتها بتمهيد طرق القاعدة.

وعن أهمية القاعدة تضيف الورقة: “تحمل القاعدة بعدا استراتيجيا وتاريخيا، كما أنها تقعد في مثلث عسكري وجيوسياسي استراتيجي بين ليبيا وتشاد والسودان، كما أن منطقتها غنية بالموارد الطبيعية خاصة الذهب”.

 

وتخلص الورقة إلى أن تواجد روسيا في منطقة الجنوب الليبي يؤكد البدء الفعل في تنشيط وتشغيل مشروع الفيلق الإفريقي انطلاقا من منطقة استراتيجية عسكريا وجيوسياسي مثل السارة. في المقابل سيحقق حفتر –الذي عقد معهم الصفقة- مكاسب كبرى، “تكمن في بعد مالي حيث تضخ موسكو لخزينته الكثير، وعسكريا أنه سيقرب حليفا قديما لقواته يمكنه الاحتماء به في حال أية محاولات للتخلص من مشروعه العسكري، وأنه سيصدر صورة للحلفاء المنافسين للروس بأن القاعدة قديمة ومعطلة ولا قيمة لها عسكريا”.

وأخيرا فإن “تلاعب حفتر لن يروق للقوى الغربية والأوروبية المنزعجة أصلا من وجود روسيا في ليبيا”- يقول المركز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى