عربي 21-
طرحت خطوة عودة التقارب بين رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح وحفتر، في هذا التوقيت، التساؤلات حول تنسيق الطرفين وعلاقته بالضغط على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، للتنحي من مصبه.
وبعد ما يقارب العام من القطيعة بينهما فإنه التقى حفتر بعقيلة صالح في مقر “القيادة العامة” يرافقه عدد كبير من أعضاء البرلمان، لبحث آخر التطورات ومنها مخرجات لجنة إعداد القوانين الانتخابية وفكرة تشكيل حكومة جديدة موحدة.
“تأييد وحكومة تكنوقراط”
وأشاد حفتر بجهود اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية المعروفة بـ(6+6)، مؤكدا أن ما قامت به اللجنة خطوة أولى مهمة على طريق الانتخابات الرئاسية والتشريعية، داعيا مجلسي النواب والدولة إلى التعجيل بتشكيل حكومة “تكنوقراط” جديدة للإشراف على الانتخابات.
وطالب حفتر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بالقيام بدورها لدعم التوافق الذي يقود إلى إجراء الانتخابات بطريقة صحيحة وشفافة لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدولة الليبية.
ولم يصدر أي تعليق من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة حول التقارب أو تصريحات حفتر الذي ترددت أنباء عن تواصل بينه وبين الدبيبة عبر أبناء وأقارب الطرفين للتنسيق في الخطوات القادمة ومنها تشكيل حكومة يرأسها الدبيبة ويختار حفتر وزراء بعض الحقائب السيادية.
“تغيير السلطة التنفيذية“
وقالت الأكاديمية الليبية وأمين عام حزب الجبهة السابق فيروز النعاس، إن ما يجمع عقيلة وحفتر هو تغيير السلطة التنفيذية بحجة الانتخابات لكن في حقيقة الأمر هما لا يريدان الذهاب إلى العملية الانتخابية.
وأشارت في حديث لـ”عربي21″ إلى أن تقارب الطرفين يؤكد أن مباحثات حفتر مع الدبيبة فشلت، وبالتالي فالطريقة الوحيدة لإزاحة الدبيبة هي بتغيير الحكومة وهذا يحقق لهما عدم الذهاب للانتخابات في المدى القصير.
ولا تعتقد الأكاديمية الليبية، أن يكون حفتر وعقيلة قادرين على تنحية الدبيبة “فهو فهم اللعبة وأصبح ماهرا في إدارتها”، وفق تعبيرها.
وتابعت بأن ما يحدث يؤكد أن الحل الوحيد للأزمة في ليبيا وللتخلص من كل المسيطرين على المشهد والمعرقلين لتحقيق مطلب الشعب الليبي، هو الذهاب إلى انتخابات تشريعية فقط.
“ضغوطات مصرية“
ورأى عضو الهيئة القيادية العليا لحزب “التغيير” (مستقل)، موسى تيهو ساي، أن عودة الدفء في العلاقات بين حفتر وعقيلة صالح يعود لضغوط مارستها دولة مصر على حفتر في الفترة الماضية بعد محاولات من أبنائه إقصاء عقيلة من مجلس النواب وهو أحد حلفاء الدولة المصرية.
وأوضح في حديثه لـ”عربي21″ أن التقارب أيضا هو محاولة من حفتر لإعادة علاقته بالقاهرة بعد حالة تباعد في محاولة لتكوين رؤية واحدة لحل الأزمة الليبية، خصوصا أن عقيلة أو مجلس النواب ضمن لحفتر إمكانية الترشح للانتخابات وهو مكسب كبير للأخير
وتابع: “من أجل ما سبق أعلن حفتر دعمه وموافقته على مسار عقيلة المتعلق بالانتخابات ومنها مخرجات لجنة المغرب والتي طالبت بتشكيل حكومة مؤقتة تشرف على الانتخابات وهو ما أيده حفتر رغم أن هذا الشرط قد ينسف موضوع الانتخابات بشكل كامل”.
“فشل ترميم حكومة الدبيبة“
المحلل السياسي الليبي وسام الكبير، رأى من جانبه أن تأييد حفتر المتأخر لمخرجات لجنة 6+6 هو مؤشر على فشل المفاوضات الخاصة بإعادة ترميم حكومة الدبيبة، ووصولها إلى طريق مسدود، أما تأييد حفتر لتشكيل حكومة موحدة جديدة فهدفه زيادة الضغط على الدبيبة وحكومته.
وأضاف، أن “المصالح والمشروع المشترك هو ما يربط حفتر بعقيلة صالح، أما التفاوض بين حفتر والدبيبة فهو عبارة عن اتفاقات عابرة لمصالح مشتركة مثل ما حدث في اتفاق تعيين رئيس جديد لمؤسسة الوطنية للنفط موال لحفتر”.