تفاوض تركي إماراتي على “الطريق البري”.. واتفاق حول ليبيا
عربي 21-
كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أنه جرى الاتفاق بين تركيا والإمارات على التعاون في الملف الليبي، لافتا في الوقت ذاته إلى أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأبو ظبي قد تشهد توقيع اتفاق بشأن النقل البري بين البلدين عبر إيران.
جاء ذلك في لقاء للوزير التركي مع صحفيين بحسب ما أوردته صحيفة “اكشام” التركية.
وكان تشاووش أوغلو قد أجرى زيارة إلى الإمارات استمرت يومين التقى فيها نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وعددا من المسؤولين بينهم وزير الخارجية عبد الله بن زايد.
وبحسب الصحيفة التركية، أوضح تشاووش أوغلو، أن البلدين لديهما تصميم مشترك لتطوير العلاقات في مجالات عدة وليس فقط تطبيعها.
وأكد أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يرغب في تطوير العلاقات مع تركيا ومصمم على ذلك، مشيرا إلى أنه تم استخلاص الدروس من السنوات الخمس الأخيرة، وتم التوصل إلى تفاهم بشأن التعاون بين البلدين في كافة المجالات بدلا من المنافسة بما فيها تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما التعاون في ليبيا.
وأشار إلى أن جائحة كورونا، أظهرت للجميع أن التعاون ضروري بدلا من المنافسة، وقد أظهر قضايا تتعلق بتنويع الموارد في سلاسل التوريد والتجارة والاستثمار.
ولفت تشاووش أوغلو إلى أن البلدين بصدد توقيع اتفاقية بشأن النقل البري، موضحا أن العرض جاء من الإمارات في البداية وهو يتوافق مع الرغبة التركية.
وأوضح أن أنقرة أرسلت مسودة الاتفاق بهذا الشأن، ويجري التفاوض حولها، وإذا تم التوافق فإنه سيتم التوقيع على الاتفاق خلال زيارة الرئيس أردوغان للإمارات في فبراير المقبل.
وأضاف أن الإيرانيين ينظرون للأمر بحماسة لأنهم سيتقاضون رسوما في عملية العبور من خلالهم، والأمر كذلك بالنسبة للعراق.
وأشار إلى أن ذلك يبين مدى أهمية مشروع الطريق البري والسكة الحديدية الممتدة من حدودنا إلى الخليج العربي والتي تم مناقشتها أيضا مع العراق.
وأوضح أن المنتج الذي يصل إلى تركيا من الإمارات عن طريق البحر يصل في 30 يوما، أما عن طريق البر فإن ذلك يستغرق من 6 إلى 7 أيام.
الوضع في ليبيا
وكشف تشاووش أوغلو أنه بحث مع المسؤولين الإماراتيين قضية الانتخابات الليبية إن كانت ستجرى أم لا، وتمت مشاركة الآراء بهذا الأمر.
وقال: “اتفقنا على التعاون والدعم فيما بيننا في الساحة الدولية، بدلا من الوقوف ضد بعض أو التنافس، خاصة في ليبيا”.
وأضاف: “هم اتخذوا مواقف ضدنا في بعض المنصات، مثل منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وعلى إثرها فرضنا قيودا بمبدأ التعامل بالمثل.. ورأينا أن ذلك لم يكن صائبا، وقررنا إزالة ذلك”.
ولفت تشاووش أوغلو إلى رغبة تركية بأن لا يشتمل تطوير التعاون مع الإمارات على صعيد الصناعات الدفاعية فقط، بل أيضا في المجال العسكري.
التطبيع مع مصر والاحتلال الإسرائيلي
وحول التطبيع مع مصر، أشار تشاووش أوغلو إلى أنهم لم يصلوا بعد إلى مرحلة تبادل السفراء، لافتا إلى زيارة قام بها رئيس اتحاد الغرف وتبادل السلع في تركيا إلى مصر وكانت إيجابية.
وحول إعادة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، أوضح تشاووش أوغلو، أنه لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة بهذا الشأن مثل تصريحات الرئيس أردوغان بذلك، وكان هناك اتصال هاتفي من الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء أبدوا فيه رغبتهم بإعادة العلاقات.
وتابع، بأن هناك خط اتصال على الأقل بين الجانبين، ولم يكن ذلك متوفرا في عهد بنيامين نتنياهو، لكن حساسيتنا حول فلسطين والقدس لم تتغير على الإطلاق.
وأضاف: “حتى لو حدث تحسن في علاقتنا مع إسرائيل، فلن يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية والقدس”.