تعيين السنوار خلفاً لهنية يفاجئ الكيان: قيادة الحركة لا تزال قوية
العربي الجديد-
اعتبرت هيئة البث العبرية (رسمية)، مساء الثلاثاء، أن تعيين يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس يمثل مفاجأة ورسالة للكيان المحتل بأنه حي وأنّ “قيادة الحركة لا تزال قوية”، في وقت دعا فيه وزير الخارجية الكيان يسرائيل كاتس إلى اغتياله بشكل سريع.
وفي وقت سابق من الثلاثاء (06 أغسطس 2024م) أعلنت حماس اختيار السنوار (61 عاماً)، خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في نهاية يوليو الماضي في مقر إقامته خلال زيارة لطهران.
وقال روعي كايس، محرر الشؤون العربية بقناة “كان”، التابعة لهيئة البث، في برنامج “أخبار المساء”: “في الحقيقة مثّل هذا (اختيار السنوار) مفاجأة بعد أسبوع من اغتيال هنية”. وتابع أن “السنوار، زعيم حماس في غزة، هو أحد مهندسي هجوم (طوفان الأقصى) السابع من أكتوبر (2023)”.
ورأى كايس أن تعيين رئيس حركة حماس في غزة يحمل “رسالة من حماس مفادها أنه حي رغم المطاردة له، وأن قيادة حماس بغزة لا تزال موجودة وقوية وتعتزم البقاء في السلطة”. أما محلل شؤون الشرق الأوسط بالقناة 12 إيهود يعاري، فقال إنّ “للتعيين معنى رمزياً لتأكيد موقعه في الحركة”، واستدرك قائلاً: “لكن ليس له أي معنى عملي في هذه المرحلة، إذ يواجه السنوار صعوبة في التواصل مع بقية أعضاء القيادة”، على حد تقديره.
رسالة قوية وراء اختيار السنوار
واعتبر حزب الله اللبناني، في بيان، أن اختيار المطلوب الأول للعدو في غزة “رسالة قوية للعدو الصهيوني، ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفائها، بأن حماس موحدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى”. وأضاف أنّ هذا الاختيار “تأكيد على أن الأهداف التي يتوخّاها العدو من قتل القادة والمسؤولين فشلت في تحقيق مبتغاها”.
وجاء اختيار السنوار، وفق معلومات حصل عليها “العربي الجديد”، بناء على إجماع في الأطر القيادية ومجلس شورى الحركة في الخارج الذي انعقد عقب انتهاء مراسم استقبال العزاء بهنية التي أقيمت في الدوحة، وتأكيداً من الحركة على دعمها السنوار، في ظل التحريض الإسرائيلي الكبير ضده، باعتباره مهندس عملية “طوفان الأقصى” واقتحام الحدود بين القطاع والأراضي المحتلة.
كما أكد القيادي في حماس أسامة حمدان ذلك من خلال تصريح إعلامي مصور، إذ قال إنّ عملية الاختيار جاءت بـ”الإجماع” من جانب مجلس شورى الحركة وأجهزتها القيادية المختلفة، وأردف أنها “جاءت لتؤكد على وحدة الحركة وإدراكها للمخاطر التي تواجهها”. وشدد حمدان على أنّ هذه الخطوة تؤكد أن “سياسة الاغتيالات لن تنجح في كسر شوكة المقاومة”.
كاتس يدعو إلى تصفية السنوار بشكل سريع
إلى ذلك، دعا وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، مساء الثلاثاء، إلى “تصفية سريعة” ليحيى السنوار، بعيد تعيينه رئيساً للمكتب السياسي. وكتب كاتس على منصة إكس أنّ “تعيين يحيى السنوار على رأس حماس خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعاً ومحو هذه المنظمة من الخريطة”، على حدّ تعبيره.
وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحماس، انتُخب السنوار رئيساً للحركة في غزة عام 2017، وأُعيد انتخابه في 2021. ومنذ اندلاع حربها على غزة في السابع من أكتوبر، تحاول دولة الاحتلال اغتيال السنوار لدوره في عملية “طوفان الأقصى” التي هزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم.