
العربي الجديد-
أربكت أزمة التأشيرات انطلاق دور سداسي التتويج في الدوري الليبي لكرة القدم، إذ لم تتحصّل أغلب الفرق المتأهلة على الوثائق الضرورية للسفر إلى مدينة ميلانو الإيطالية، التي كان من المقرر أن تحتضن المنافسات في منتصف شهر يوليو الجاري. ورغم الجهود المبذولة خلف الكواليس، فإنها تبقى غير كافية لتنفيذ البرنامج المُعتمد، ما يُنذر بتأجيل محتمل ستكون له انعكاسات سلبية كبيرة.
وترقّب عشاق الدوري الليبي، إلى جانب الأندية المتأهلة، انطلاق مباريات سداسي التتويج في الموعد، الذي حدّده رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، عبد المولى المغربي، أملاً في متابعة منافسة مشوّقة تُقام خارج البلاد. إلا أن أزمة التأشيرات أطاحت بهذه الآمال، بعدما اصطدمت البعثات بعقبات تتعلق بعدد الأفراد المُدرجين في قوائم السفر، سواء من الفرق أو الهيئات المُنظمة، ما أدى إلى تعليق منح التأشيرات من طرف السفارة الإيطالية في ليبيا. وتسببت هذه التطورات في توتر شديد بين الأندية واتحاد الكرة، وسط تبادل للاتهامات وتحميل للمسؤوليات.
واحتجّت أندية المنطقة الشرقية، وهي الأخضر والأهلي بنغازي والهلال، على ما وصفته بسياسة “الكيل بمكيالين” التي اتبعها اتحاد الكرة، بعدما سمح لفرق أخرى بالسفر بعدد أكبر من المرافقين مقارنة بما مُنح لها. وجاء هذا الاعتراض في بيان مشترك أصدرته الأندية الثلاثة، عبّرت فيه عن استيائها من غياب العدالة في التعامل مع جميع الفرق: “في الوقت الذي تستعد فيه إداراتنا الثلاث، ممثلة للمنطقة الشرقية، للمشاركة في دورة سداسي التتويج المزمع إقامتها في دولة إيطاليا، نفاجأ بتوزيع مجحف وغير عادل في عدد المرافقين المخصص لكل بعثة، إذ مُنحت أرقام متفاوتة وغير موحدة بين الأندية، بدون أي معايير واضحة أو شفافية في اتخاذ القرار. وقد أدى هذا الخلل إلى إرباك كبير في الترتيبات الإدارية والفنية لأنديتنا، كما وضعنا في موقف محرج أمام جماهيرنا، وأحدث تذمراً داخل منظوماتنا الرياضية، خصوصاً في ظل الضغط الكبير الذي تفرضه المرحلة المقبلة وحساسيتها بتمثيل الكرة الليبية في هذا المحفل العام”.
ويسود الترقب بشأن قدرة اتحاد الكرة على إنهاء منافسات الموسم في الموعد المحدد، خاصة أن بطولة كأس ليبيا مُبرمجة بعد إسدال الستار على دور سداسي التتويج. وتزداد الضغوط على الاتحاد الليبي من طرف نظيره الأفريقي، الذي يطالب بتحديد قوائم الأندية المُمثلة لليبيا في دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية.
وتبقى هذه المهمة معلّقة، ما دامت هوية البطل والمُتأهلين قارياً لم تُحسم بعد. وبين تأجيل محتمل وضغوط متصاعدة، يقف اتحاد الكرة الليبي أمام اختبار حاسم، يتطلب قرارات حازمة وتنسيقاً عاجلاً، لتفادي انهيار “روزنامة” الموسم. فنجاح تنظيم دور سداسي التتويج لا يقتصر على تحديد بطل الدوري، بل ينعكس أيضاً على صورة الكرة الليبية إقليمياً، ويُحدد مستقبل أنديتها على الساحة القارية.