شهدت مدينة ترهونة احتفالات صاخبة صبيحة الإعلان عن مقتل “محمد الكاني” قائد الميليشيا المعروفة باسم عائلة “الكانيات” أو اللواء التاسع كما يسمونها.
وأعلن يوم الثلاثاء (27 يوليو 2021م) عن مقتل الكاني في بيته ببنغازي، ونشرت له صورة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو مسجى وأثر رصاصة قد اخترقت رأسه (حسب الصورة).
وكان الكاني المطلوب من محكمة الجنايات الدولية، لاتهامه بالضلوع في جرائم ضد الإنسانية داخل مدينته ترهونة، ومتورط مع حفتر في العدوان على طرابلس في أبريل 2019م، وقد خلف شقيقه “محسن” الذي قتل أثناء العدوان، وعقب الهزيمة التي تعرض لها حفتر على أبواب طرابلس وهروبه أما ضربات قوات عملية بركان الغضب التي أطلقتها الحكومة الليبية، فر الكاني بمن معه من ترهونة، ونزل في بنغازي حيث قتل بعد الهجوم على منزله. وترك خلفه اتهامات تلاحقه بارتكاب مجازر في ترهونة، وفق شهادات شهود.
وقد أصدرت رابطة ضحايا ترهونة- مؤسسة مجتمع مدني بيانا، استنكرت فيه “اغتيال هذا المجرم وإعدامه خارج نطاق القانون، لأنه يحمل معلومات وأسرار عن المقابر الجماعية ومرتكبيها والعديد من الجرائم الجنائية”.
وتابعت الرابطة بأنها بحاجة إلى استكمال التحقيقات وعدم قفل الملف باغتيال المجرمين- حسب بيانها.
وطالبت بفتح تحقيق عاجل من مكتب النائب العام “وتسليم باقي المجرمين الموجودين في المنطقة الشرقية للقضاء، ونحمل مسؤولية الانفلات الأمني في المنطقة الشرقية لوزارة الداخلية” كما طالبت بتسليم الجثمان للجهات المختصة لأخذ عينات تحليل البصمة الوراثية للتأكيد على هويته وضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب- يقول البيان.
وقد روى شهود عيان على ما كان يجري في ترهونة تحت حكم “عائلة الكاني” أشياء مروعة، حين كانوا يقتلون بدم بارد وأبادوا عائلات بأكملها رجالا ونساء وأطفالا، كما كانوا يضعون مخطوفيهم في أقفاص حيوانات، ويردمون الجثث في مقابر جماعية مكومة على بعضها، أو يضعونها في حاويات مغلقة حتى تتحلل.
ولازالت فرق الرصد والتقصي التابعة لهيئة البحث عن المفقودين تكشف عن مقابر جديدة تجاوزت الأربعين مقبرة، استخرج منها مائات الجثث، بعضها تم التعرف عليه، والأغلبية لازالت مجهولة الهوية، وآخرها يوم الأربعاء (28 يوليو 2021م) حين استخرجت ثلاث جثث من مقبرة بضواحي المدينة.
وكان من أبشع الصور التي نشرت على صفحة الهيئة هو استخراج جثمان أم تحتضن طفلا.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن ميليشيا يقودها “صدام حفتر” هي من تولت اقتحام منزل الكاني ببنغازي وتصفيته، حتى يتم دفن أسرار الجرائم التي قد تطال غيره، وهي نفس الاستراتيجية التي اتبعت في عملية اغتيال ضابط الإعدامات محمود الورفلي المطلوب من الجنائية الدولية، والذي كان يقاتل تحت إمرة حفتر، ويرتكب جرائم التصفية الجماعية ويوثقها مصورة ثم ينشرها على الانترنت.
ولم يصدر أن موقف رسمي من النيابة العامة أو الجهات الرسمية في الدولة على عملية الاغتيال حتى كتابة هذه السطور.