اخبارعيون

تركيا تتوسط بين الحكومة وقوات الردع لتجنب المزيد من الاشتباكات في طرابلس

نوفا-

التقى نائب وزير الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد السلام زوبي، في طرابلس عبد الرؤوف كارة، رئيس قوات الردع الخاصة (الردع) في اجتماعٍ نظمته وزارة الخارجية التركية لتهدئة التوترات.

ووفقًا لمصادر “وكالة نوفا، التقى نائب الوزير الزوبي، وهو شخصية رئيسية تدعمها أنقرة في جهود إعادة تنظيم القطاع الأمني ​​في غرب ليبيا، بكارة، وهو قيادي سلفي وقائد جهاز الردع القوي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. تناول الاجتماع، الذي عُقد في حي سوق الجمعة واستمر قرابة الساعة، القضايا التي دفعت طرابلس إلى شفا صراع مسلح غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة. الخلاف بين كارة والحكومة التي يقودها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة يتعلق بالسيطرة على مؤسسات استراتيجية، وعلى رأسها مطار معيتيقة الدولي – المركز العملياتي الوحيد في العاصمة ومعقل جهاز الردع – بالإضافة إلى الإدارة المنفصلة للسجون ومراكز الاحتجاز. وقد أدى هذا الاحتكاك إلى تحركات عسكرية ومخاوف أمنية أثارت مخاوف من مواجهة مباشرة بين القوات الموالية للحكومة والوحدات الموالية لكارة.

هناك ملف حساس آخر يتعلق بمصير أسامة المصري، المدير السابق لسجن معيتيقة والشخصية المقربة من قوات الردع، مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وقد صدرت بحقه مذكرة توقيف من مكتب المدعي العام الليبي منذ 5 نوفمبر بتهمة “انتهاك حقوق المعتقلين”. ولم يتضح بعد ما إذا كان المصري قيد الإقامة الجبرية في حي سوق الجمعة، المعقل الرئيسي للجماعة، في منشأة رسمية، إذ لم يصدر أي تأكيد رسمي. كما ناقش الاجتماع الذي توسطت فيه أنقرة استعادة التنسيق العملياتي، واحتمال إعادة توزيع المسؤوليات في طرابلس، بل وحتى تعديلًا وزاريًا. كما نوقش إنشاء لواء جديد تحت سيطرة جهاز الردع في معيتيقة، ولكن لم يُحسم أي شيء بعد. وقد تُعقد اجتماعات أخرى لاحقًا.

بالنسبة لتركيا، اللاعب العسكري الرئيسي في غرب ليبيا منذ عام 2020، يتمثل هدفها في الحد من التنافس بين الميليشيات والدفع نحو هيكل أمني أكثر مركزية، وهو شرط أساسي للحفاظ على نفوذها وضمان الاستقرار في منطقة طرابلس. وأفادت مصادر ليبية تواصلت معها “وكالة نوفا” أن الوساطة قد تمتد أيضًا إلى شرق البلاد، مع احتمال عقد اجتماع مستقبلي بين الزوبي وصدام حفتر.

أي اتصال من شأنه أن يُمهد الطريق لأنقرة للعب دور حاسم في مشروع أوسع: توحيد المؤسسات العسكرية الليبية، المنقسمة حتى الآن بين الغرب والشرق، كعنصر أساسي في استقرار البلاد وترسيخ مكانة تركيا الاستراتيجية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى