اخبارالرئيسيةعيون

ترحيل مئات المهاجرين السودانيين والمصريين من ليبيا في إطار حملة مشددة لمكافحة الهجرة غير النظامية

مهاجر نيوز-

تواصل السلطات، في شرق ليبيا، تنفيذ حملة واسعة النطاق تستهدف الهجرة غير النظامية، أسفرت خلال الأيام القليلة الماضية عن ترحيل مئات المهاجرين السودانيين والمصريين إلى بلدانهم الأصلية، في ظل ظروف إنسانية وأمنية معقدة.

أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في شرق البلاد، السبت 19 يوليو، في بيان عبر صفحته على الفيسبوك، عن ترحيل حوالي 700 مهاجر سوداني كانوا قد أوقفوا مؤخرا في مناطق متفرقة من وسط وجنوب شرق ليبيا. وقد تم نقل هؤلاء المهاجرين برا إلى السودان يوم الجمعة، في خطوة وُصفت بأنها جزء من تصعيد السلطات لجهودها الرامية إلى التصدي لعمليات التهريب.

وأشار بيان الإدارة إلى أن من بين المرحّلين حالات صحية حرجة، حيث سُجّلت إصابات بأمراض معدية مثل التهاب الكبد الفيروسي وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، في حين أُعيد آخرون إلى بلدهم بسبب إدانتهم في قضايا “جنائية” أو لدواع “أمنية”

وفي سياق متصل، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، في نفس اليوم، عن ترحيل 183 مهاجرا مصريا كانوا داخل الأراضي الليبية دون وثائق قانونية. وأوضح الجهاز أن العملية نُفذت من خلال فرعه في منطقة البطنان، بعد التنسيق مع الجهات الأمنية مثل جهاز حرس الحدود والكتيبة 106.

وقد تم ترحيل 145 من هؤلاء عبر مركز الإيواء والترحيل في مدينة طبرق، بينما تم ضبط البقية ميدانيا، في خطوة تؤكد، حسب البيان، التزام الجهاز بتطبيق القوانين المحلية لضبط وتنظيم الوجود الأجنبي.

كما تم نقل 18 مهاجرا غير نظامي من جنسيات مختلفة من مكتب الساحل إلى مركز الإيواء فرع الجبل الأخضر تمهيدا لاستكمال إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية حسب ما أعلن عليه الجهاز.

وتخضع هذه المناطق لسيطرة القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، والتي كثّفت في الأشهر الأخيرة مداهماتها لمراكز تهريب البشر في الشرق والجنوب، في إطار خطة أمنية مشتركة مع جهات محلية ودولية.

تصعيد أمني ومكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية

على جانب آخر، قام جهاز الدعم المركزي في طبرق أمس بالتعاون مع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية طبرق بتحرير 200 مهاجر من الجنسيات متعددة بينهم اطفال وقاصرين كانوا محتجزين لدى أحد المهربين.

وقد قام جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية كذلك، يوم الجمعة 18 يوليو، بمداهمة أماكن لتواجد المهاجرين غير النظاميين في مدينة سبها واتُّخذت بحقهم الإجراءات القانونية اللازمة تمهيدا لإحالتهم إلى مراكز الإيواء المختصة وفقا لما أعلنه البيان الصادر على صفحته على الفيسبوك.

كما شهدت مدينة اجدابيا الواقعة على بعد نحو 800 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، عملية أمنية في مطلع يوليو أسفرت عن تحرير 104 مهاجرين سودانيين، بينهم نساء وأطفال، كانوا محتجزين في مستودع من قبل شبكة تهريب.

كما أعلنت قوات خفر السواحل الليبية، الجمعة، عن إنقاذ 78 مهاجرا غير نظامي تعطّل قاربهم شمال مدينة طبرق خلال محاولتهم العبور نحو اليونان. وتضمنت المجموعة جنسيات متعددة: 17 مصريا، 4 سودانيين، 40 بنغاليا، و17 باكستانيا. وقد تم إسعافهم ونقلهم إلى نقطة آمنة.

تأتي هذه الإجراءات في وقت تشهد فيه ليبيا ضغطًا متزايدا من قبل دول أوروبية للحد من تدفقات الهجرة، وسط انتقادات حقوقية تتعلق بظروف الاحتجاز والترحيل.

تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين من ليبيا نحو أوروبا

وفقا لآخر الأرقام التي أعلنت عنها السلطات الإيطالية، تعتبر السواحل الليبية نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الوافدين بحرا إلى إيطاليا. حيث وصل 27 ألف مهاجرا من إيطاليا بعد أن انطلقوا من السواحل الليبية، أي ما يقارب ضعف عدد المهاجرين المسجلين خلال الفترة ذاتها من العام الماضي (14,684)

ووفقا لآخر تحديث من المنظمة الدولية للهجرة، فمنذ بداية العام حتى 28 يونيو، تم اعتراض 11,526 مهاجرا في البحر وإعادتهم إلى ليبيا، من بينهم 9,941 رجلا، و1,058 امرأة، و382 قاصرا. كما تشمل البيانات 145 شخصا لم يتسن تحديد جنسهم.

كما تحاول السلطات الأجنبية تشديد رقابتها على السواحل الليبية للحد من التدفق. هذا شأن السلطات اليونانية التي أعلنت عزمها نشر سفن حربية قبالة سواحل ليبيا للحد من ظاهرة تدفق المهاجرين خاصة بعد وصول 700 مهاجر خلال 24 ساعة نحو جزر جنوب البلاد غافدوس وكريت في 19 يونيو.

وتمثل كذلك الهجرة عبر الصحراء الليبية طريقة محبذة للمهاجرين من دول جنوب الصحراء وخاصة السودان. فلقد أدى تدهور الوضع الإنساني، خاصة في إقليم دارفور والمناطق الحدودية، إلى نزوح مئات الآلاف من السودانيين عبر طرق صحراوية محفوفة بالمخاطر، باتجاه دول الجوار مثل ليبيا وتشاد ومصر. ويسعى كثيرون منهم إلى العثور على مأوى آمن أو الوصول في نهاية المطاف إلى أوروبا، رغم التهديدات الجسيمة التي تعترض طريقهم، من استغلال شبكات التهريب إلى خطر الجفاف والموت في عمق الصحراء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى