
الناس-
يصدر قريبا عن المركز الليبي للبحوث والدراسات التاريخية الترجمة العربية لكتاب المؤرخ الإيطالي آنجلو ديل بوكا بعنوان “هزيمة قصر بوهادي” 1915: العقيد مياني وأعظم كارثة في تاريخ إيطاليا الاستعمارية” وذلك بترجمة الدكتور نورالدين سعيد.
الكتاب الذي صدر لأول مرة عام 2004 باللغة الإيطالية عن دار “موندادوري”، يقع في نحو 220 صفحة من القطع الصغير، ويعد من أبرز الدراسات التي تناولت إحدى أكبر الهزائم العسكرية الإيطالية في ليبيا، خلال الحقبة الاستعمارية.
وفي تقديمه للكتاب، يصف ديل بوكا المعركة بأنها “هزيمة نموذجية” تعرضت لها القوات الإيطالية على يد المقاومة الليبية، على مشارف دخول إيطاليا الحرب العالمية الأولى. ويؤكد أن هذه الهزيمة أدت إلى انكماش السيطرة الإيطالية على المناطق الساحلية، وأن استعادة السيطرة لم تتم إلا في عهد الفاشية، من خلال ما وصفه بـ”العمل الدموي” الذي قاده الجنرال “غراتسياني” ضد الليبيين.
كما يشير ديل بوكا إلى أن ما يميز هذا العمل هو تحليله لما بعد المعركة، حيث تنصل القادة الإيطاليون من المسؤولية، وألقوا باللوم كاملاً على العقيد مياني، الذي أمضى بقية حياته محاولًا تبرئة اسمه دون جدوى.
المترجم الدكتور “نورالدين سعيد” أوضح -عبر صفحته على فيسبوك- أن “ديل بوكا” اعتمد في كتابه على مصادر حية تشمل تقارير ومذكرات كتبها العقيد “مياني” وضباط آخرون شاركوا في الحملة، إضافة إلى التغطيات الصحفية الإيطالية المعاصرة للأحداث، قائلاً إن “الكتاب يقدم تسجيلا دقيقًا لحظيًا للأحداث، بأسلوب منهجي يعتمد على التسلسل الزمني من الدقيقة إلى الساعة فالشهر”، مشيدًا بـ”النزاهة والموضوعية” التي تميز بها المؤلف في تناوله لهذه الحقبة، رغم كونه إيطاليّا.
يُذكر أن “آنجلو ديل بوكا” أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة تورينو، ويعد من أبرز الباحثين الإيطاليين الذين تناولوا التاريخ الاستعماري لبلادهم بجرأة ونقد. من أبرز أعماله: “الإيطاليون في شرق أفريقيا” (1992-1996)، “الإيطاليون في ليبيا” (1993-1994)، و”من موسوليني إلى القذافي” الصادر عام 2015.