بومبيو يلتقي بأردوغان بعد محادثات مع السعوديين بشأن اختفاء خاشقجي
(رويترز) – التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأربعاء بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث مسألة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي مع تصاعد الضغوط على المملكة لتقديم إجابات بعد مزاعم تركية بأنه قُتل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا في وقت سابق إلى حسن الظن بالسعودية لكن مشرعين أمريكيين وجهوا أصابع الاتهام للقيادة السعودية وبحث بومبيو، الذي أرسله ترامب لمعالجة الأزمة، القضية مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده في زيارة للرياض.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بومبيو سيقدم لأنقرة معلومات عن القضية بعد أسبوعين من اختفاء خاشقجي، المقيم في الولايات المتحدة، بعد دخوله القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من أكتوبر للحصول على وثائق لزواجه.
ولم يورد جاويش أوغلو تفاصيل بعد اجتماعين لبومبيو استمر كل منهما 40 دقيقة في المطار أحدهما معه والآخر مع أردوغان سوى بالقول إنهما مفيدان ومثمران.
ولم يتحدث بومبيو مع الصحفيين.
وقال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون بأن خاشقجي، المنتقد البارز لسياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قُتل وأن جثته نُقلت. وقالت مصادر تركية لرويترز إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا يشير إلى أن خاشقجي قتل داخل القنصلية.
ونفى السعوديون ذلك بشدة لكن وسائل إعلام أمريكية ذكرت أنهم سيقرون بأن خاشقجي قتل أثناء استجواب سار على نحو خاطئ. وتكهن ترامب بأن ”قتلة مارقون“ ربما يكونون وراء ما حدث لكنه لم يورد أدلة تدعم افتراضه هذا.
وذكر مصور من رويترز أن فريقا من المحققين الأتراك دخل مقر إقامة القنصل السعودي محمد العتيبي في اسطنبول يوم الأربعاء. وكان العتيبي غادر تركيا متوجها إلى الرياض يوم الثلاثاء.
ودخلت الشرطة التركية القنصلية يوم الاثنين للمرة الأولى منذ اختفاء خاشقجي قبل أسبوعين وفتشوا المبنى لتسع ساعات.
وذكرت قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية أن فريق تحقيق سعوديا يتألف من 11 فردا وصل إلى مقر إقامة القنصل في اسطنبول يوم الأربعاء.
* اختبار لولي العهد
تمثل كيفية خروج ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من هذه الأزمة اختبارا لأسلوب تعامل الغرب مع السعودية في المستقبل. فالأمر سيتعلق بدرجة اقتناع الغرب بمسؤولية الأمير الشاب عن اختفاء خاشقجي.
ونشرت صحيفة تركية موالية للحكومة أدلة أولية الأسبوع الماضي نقلا عن محققين قالت إنهم تعرفوا على فريق يضم 15 من أفراد المخابرات السعودية وصلوا إلى اسطنبول بجوازات سفر دبلوماسية قبل ساعات من اختفاء خاشقجي.
وربط تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن شهود وسجلات أخرى بين أربعة منهم وأمن الأمير محمد. ويماثل اسم أحدهم اسما على حساب على موقع لينكد إن لخبير في الطب الشرعي عمل بوزارة الداخلية السعودية لمدة 20 عاما. وجرى التعرف على آخر من دليل دبلوماسي لعام 2007 عرفه على أنه السكرتير الأول بالسفارة السعودية في لندن. وآخرون تشابهت صورهم مع أفراد بالجيش والقوات الجوية السعودية.
وأبلغ بومبيو الصحفيين بعد اجتماعه مع الملك سلمان والأمير محمد يوم الثلاثاء بأن المملكة تعهدت بإجراء تحقيق كامل.
وقال للصحفيين المسافرين معه ”قالوا إنه سيكون تحقيقا مستفيضا وكاملا وشفافا… وأشاروا إلى أنهم يدركون ضرورة أن يجرى هذا في الوقت المناسب وبسرعة حتى يتسنى لهم الإجابة على أسئلة مهمة“.
وردا على سؤال عما إذا كان خاشقجي حيا أو ميتا، قال بومبيو ”لم يتحدثوا بشأن أي حقائق“.
وفي وقت سابق قال ترامب على تويتر إن ولي العهد السعودي نفى علمه بما حدث في القنصلية السعودية.
وقال ترامب لوكالة أسوشييتد برس في مقابلة يوم الثلاثاء ”أعتقد أن علينا أن نعرف ماذا حدث أولا… نحن هنا مجددا أمام: أنت مدان إلى أن تثبت براءتك. لا أحب هذا“.
*مؤتمر مهجور
رسم ولي العهد السعودي، الذي ربطته علاقة وثيقة بإدارة ترامب، صورة لنفسه باعتباره واجهة للسعودية الجديدة التي تنوع مصادر اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط وتدخل بعض التغيرات الاجتماعية.
لكن هناك انتقادات واسعة لبعض الخطوات التي اتخذها الأمير ومنها تورط الرياض في حرب اليمن واعتقال ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة والخلاف الدبلوماسي مع كندا.
وأصبح أعضاء الكونجرس، ومنهم جمهوريون مثل ترامب، من بين أعلى الأصوات في الولايات المتحدة المطالبة بإجابات وإجراءات في قضية خاشقجي الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الذي انتقل إلى واشنطن العام الماضي خوفا من الانتقام بسبب آرائه المعارضة.
ووصف لينزي جراهام السناتور الجمهوري المقرب من ترامب الأمير محمد بن سلمان بأنه ”معول هدم“ واتهمه بإصدار الأمر بقتل خاشقجي.
ورغم القلق الغربي من سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان ما زال ترامب يقول إنه لن ينسحب من صفقات بيع أسلحة للرياض.
ويعتزم وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين حضور مؤتمر استثماري كبير ينطلق في الرياض تحت اسم ”دافوس الصحراء“ الأسبوع المقبل في حين انضمت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي إلى قائمة متنامية من كبار الشخصيات التي أعلنت أنها لن تحضر المؤتمر.
والمؤتمر السعودي لا صلة له بالمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنويا في دافوس بسويسرا.
وقالت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم والمشاركة في الجهود الأمريكية لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة، إنها سترد على أي ضغوط أو عقوبات اقتصادية.