بومبيو يحث دول الخليج على رأب الصدع
(رويترز)- قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأحد إن خلافا بين قطر وجيرانها الخليجيين طال أكثر من اللازم ويهدد الوحدة الإقليمية المطلوبة لمواجهة إيران.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط النقل مع قطر في يونيو 2017 متهمة إياها بدعم الإرهاب والتحالف مع إيران وهو ما تنفيه الدوحة.
والولايات المتحدة حليفة لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول وتعتبر الخلاف تهديدا لجهودها لاحتواء إيران وتسعى إلى تشكيل جبهة خليجية موحدة.
وقال بومبيو، الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط تستغرق ثمانية أيام، في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة “عندما يكون لدينا تحد مشترك لا تكون النزاعات بين البلدان ذات الأهداف المشتركة مفيدة”.
وتابع “لا تسمح لك (النزاعات) أبدا باتخاذ رد قوي على الخصوم المشتركين أو التحديات المشتركة”.
وتقول قطر إن الهدف من المقاطعة هو تقويض سيادتها. وبدأت الدوحة في اتخاذ مسار بعيد عن جيرانها الخليجيين والذي يشمل إقامة شراكات تجارية جديدة وتعزيز علاقاتها مع تركيا والانسحاب من منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك). وزادت هذه التحركات التوقعات بأن الخلاف لن يُحل سريعا.
وقال بومبيو: “نأمل في أن تزيد وحدة مجلس التعاون الخليجي في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة” مضيفا أن وحدة الخليج ضرورية من أجل تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي المزمع الذي سيضم أيضا الأردن ومصر.
وقالت السعودية والإمارات مرارا إن الخلاف ليس أولوية قصوى وأكدتا لواشنطن أنه لن يؤثر على التعاون الدفاعي.
وقال بومبيو في وقت لاحق للصحفيين إنه تحدث عن الخلاف مع مسؤولين في البحرين ومصر والإمارات. وأضاف قائلا: “ليس من الواضح على الإطلاق أن الخلاف أقرب إلى الحل اليوم مما كان عليه أمس ويؤسفني ذلك”.
* مقتل خاشقجي
استغل بومبيو الجولة الإقليمية، التي شملت أبو ظبي والقاهرة، لحشد التأييد لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
وسيتوجه بعد ذلك إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث قال إن واشنطن ستسعى لضمان قيام السعودية بمحاسبة “كاملة وتامة” فيما يتعلق بمقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة ويكتب مقالات لصحيفة واشنطن بوست.
وقال بومبيو في المؤتمر الصحفي: “سنواصل الحديث عن ذلك ونحرص على الحصول على كل الحقائق حتى يتم محاسبتهم، بالتأكيد من جانب السعوديين، ولكن من جانب الولايات المتحدة أيضا إذا اقتضى الأمر”.
وقُتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول يوم الثاني من أكتوبر. وكان الصحفي السعودي مقربا من الأسرة الملكية لفترة طويلة قبل أن يتحول إلى منتقد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتعتقد أجهزة مخابرات أمريكية أن ولي العهد أمر بتنفيذ عملية لقتل خاشقجي، الذي تم تقطيع جثته ونقلها إلى مكان لا يزال مجهولا. وربط مسؤولون أتراك كبار أيضا مقتل خاشقجي بأعلى مستويات القيادة السعودية.
ونفى مسؤولون سعوديون اتهامات بأن الأمير محمد أمر بتنفيذ جريمة القتل التي وضعت المملكة في مواجهة أسوأ أزمة سياسية منذ عقود وتسببت في توتر علاقتها مع الحلفاء الغربيين وسلطت الضوء على الحملة التي يشنها الأمير على المعارضة في الداخل وعلى الحرب في اليمن.
وضغطت شقيقة لُجين الهذلول، وهي واحدة من عدة نشطاء مؤيدين لحقوق المرأة السعودية تحتجزهم المملكة منذ الصيف الماضي ويواجهون اتهامات بالخيانة، على بومبيو لإثارة القضية مع المسؤولين في الرياض.
وفي مقالة افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز، وصفت علياء الهذلول كيف تعرضت أختها للتعذيب والتهديد أثناء احتجازها. وكتبت: “حتى اليوم، فأنا مترددة بشأن الكتابة عن لُجين، وأخاف من أن الحديث عن محنتها قد يؤذيها”.