الناس-
بعد أكثر من ستين عاما، أعلنت لجنة الإشراف على جامع الهداية بمصراتة أن الجمعة (17 يناير 2025) هي آخر جمعة في المبنى القديم للمسجد، إذ أعلنت عن عزمها على إعادة بنائه بتصميم معماري جديد.
وأشارت اللجنة في منشور لها أنها ستراعى أفضل أساليب التصميم المعماري، باستغلال المساحات بطريقة فعالة، مع الالتزام بتوفير تجربة مريحة ومتكاملة للمصلين.
مسجد “الهداية” المشهور باسم مؤسسه المرحوم “الهادي العائب”، يقع في وسط مدينة مصراتة مطلا على شارع بنغازي، أحد أهم الشرايين التي تنطلق من وسط المدينة باتجاه الشرق.
وأفاد “الدكتور مصطفى العائب” عضو لجنة التجديد صحيفة الناس بأن رجل الأعمال الليبي المرحوم الهادي العائب هو من بنى المسجد، وعرفه الناس باسمه. واسمه في سجلات الأوقاف “جامع الهداية”
وعن قصة التأسيس –يقول محدثنا- أن الحاج الهادي العائب عندما اشترى ما كان يعرف بـ “البلاص الأحمر” وهو المبنى المقابل للمسجد وأراد الانتقال إليه بأسرته، تردد والده في الانتقال معه للسكن الجديد، لعدم وجود مسجد قريب كما كان متعودا، فجاءت فكرة بناء المسجد..
لجنة تجديد المسجد وفي بادرة منها نشرت صورا لافتتاح المسجد لأول مرة، وكان ذلك في (16 يناير 1964م) والذي يوافق غرة شهر رمضان من العام 1383 هـ.
وذكر لنا محدثنا أن المسجد مر بمراحل تطوير، منها التوسعة في الخلفية، بالإضافة إلى الصيانة الدورية، التي شملت الطلاء والمرافق الصحية وتعديل القبلة والمنبر.
وقال الدكتور مصطفى إن الشيخ “محمد حسين بادي” تولى الإمامة والخطابة في الجامع إلى أن أقعده المرض في أواخر عمره، فتولى بعده شقيقه الأستاذ “يوسف بادي” رحمه الله الخطابة، والذي كان يتولى قبلها في فترات غيابه، ثم أخيرا تولى الإمامة ابنه “الشيخ عبدالسلام محمد بادي”.
أما الاوقات فتولاها بعد وفاة “الشيخ محمد” عدة أئمة، منهم الشيخ بشير القنيدي والشيخ إبراهيم نشوطة أخيرا.
وعن تصميم المسجد بشكله الجديد، فقد ذكرت اللجنة المشرفة أنها أولته عناية فائقة، إذ وجهت المصلى بدقة نحو القبلة، مع تنسيق جميع المرافق لتتناسب مع المساحة المحيطة، يشمل ذلك بهو المدخل، السلالم، المئذنة، المرافق الصحية، وماء السبيل، والتي أعدت لتتناغم مع الطابع المعماري للمسجد وتحافظ على حدود الطريق.
وسيراعي التصميم الطراز المعماري المغاربي وخصائص البناء الحديث- تقول اللجنة.
أيضا فقد صممت الخريطة لاستغلال المساحات بشكل أمثل، فأحدثت ارتدادا عن الحدود السابق للمسجد بمقدار متر ونصف، من الجهتين الأمامية والخلفية، ما يمنح المبنى مساحة إضافية للتطوير.
كما اقترح إضافة مصلى في الطابق الثاني، يخصص لزيادة استيعاب المصلين، فضلا عن تخصيصه لتحفيظ القرآن الكريم، بما يعزز دور المسجد كمركز تعليمي وروحي.
وصممت الطوابق الجديدة بتدرج في المساحة، حيث سيكون الطابق العلوي أقل مساحة، مما يضيف لمسة إلى التصميم المعماري، ويسهم في تقليل الضغط على الهيكل الأساسي.
الشيء الإيجابي في هذا المشروع أن لجنة التجديد تعمل حاليا تعمل على توثيق مراحل المسجد منذ تأسيسه في فيلم وثائقي، على أن يواكب الفيلم مراحل التجديد حتى الانتهاء منه، وقد أوكلت الأمر إلى شركة آفاق ليبيا للخدمات الإعلامية.
وقد شرع في هدم مبنى المسجد العتيق يوم السبت (18 يناير 2025).
ويتوقع أن يستغرق (18 شهرا) في تجديده وفق محدثنا