الحرة-
عندما بدأت عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا في شهر مارس من العام الماضي، وجدت شركة “سوبر آوسوم” أن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة ارتفع بنسبة 50 في المئة.
وبعد عام تقريبًا، لم تتزحزح هذه النسبة، وفقًا لأرقام جديدة من الشركة نشرها موقع “أكسيوس”.
وبالنسبة لمعظم الآباء، لم تعد توقعات ما قبل الجائحة حول الفائدة المستحقة من الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام شاشات الهواتف الذكية وألعاب الفيديو واللوحات الرقمية مهمة بقدر قلقهم الآن من عدد تلك الساعات.
وفي استطلاع أجرته شركة “سوبر آوسوم” قال ستة من كل 10 آباء إنه قبل الوباء، كان وقت شاشة أطفالهم يصل إلى ثلاث ساعات، وأن الوضع في تفاقم في غمرة استمرار الإغلاق الشامل.
وبحسب الاستطلاع فإنه بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، يكون وقت الشاشة أعلى.
وتقول الغالبية العظمى (75 %) من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-9 سنوات أن لديهم الآن وقتًا أطول للقضاء أمام الشاشة مقارنة بالعام الماضي، بينما قال 40 في المئة إن ذلك الوقت أصبح “أكثر بكثير” و35 في المئة قالوا إنه “أكثر قليلاً”.
وتحدث موقع “أكسيوس” مع أكثر من اثني عشر من الآباء والأمهات لأطفال من مختلف الأعمار والدول والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية حول وقت الشاشة أثناء الوباء.
ووجد الموقع أنه بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، قد يكون قضاء المزيد من الوقت أمام الشاشات نتيجة عدم السماح لهم باللعب خارجا مع أصدقاء الحي.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، أصبح وقت الشاشة شريان الحياة للتنشئة الاجتماعية خلال الإغلاق.
وغالبًا ما يكون لدى الآباء من أصحاب الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، خيارات برمجة اشتراك أقل للأجهزة التي يقدمونها للأطفال مقارنة بالآباء الأكثر ثراءً، مما يؤثر أيضًا على مشاعرهم حيال الوقت الذي يمضيه أطفالهم أمام الشاشة، يقول الموقع.
ويعتبر الوقت الذي يقضيه الأطفال على الشاشات لأغراض تعليمية، والتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء، والجلوس مع العائلة أو الألعاب التي تتضمن نشاطًا بدنيًا، أكثر قبولا للآباء من الألعاب الترفيهية والبث التلفزيوني.
في المقابل، استحسن غالبية الآباء (62 في المئة) استخدام الأجهزة الإلكترونية كأدوات تعليمية، بالنظر إلى أن العديد من شركات الألعاب ووسائل الإعلام الكبرى قد أضافت أدوات تعليمية أثناء الوباء.
ويُعد كل من “يوتيوب” و”نتفليكس” الموقعين الأكثر شهرة بين جميع الفئات العمرية للأطفال، وفقًا لموقع “أكسيوس”.
بينما وجد استطلاع “سوبر آوسوم” أنه من بين الأطفال الصغار، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و9 سنوات، شهد “يوتيوب” وأجهزة الألعاب أكبر ارتفاعات في الاستخدام.
فيما أصبحت منصة الألعاب “روبلوكس” واحدة من أكثر المنصات شعبية لدى الأطفال الصغار، وأصبح “تيك توك” أحد أهم التطبيقات الاجتماعية، خاصة بين الأطفال الأكبر سنًا.
لكن زيادة التعرض للشاشات تعني حتما المزيد من التعرض للمحتوى السيئ، إن لم يتنبه الآباء، وفق رئيس مجلس منظمة تلفزيون الآباء، تيم وينتر.
وأجبر الوباء بعض الآباء على محاولة فهم طرق تحسين وقت الشاشة لدى أطفالهم بمزيد من الموارد التعليمية وخيارات السلامة.
وأصبح كل من “مونستر ميسنجر” و”فيسبوك ميسنجر”، على سبيل المثال، أدوات مفيدة للآباء الذين يرغبون في تنظيم من يتحدث لأطفالهم.
وعلى الرغم من زيادة وقت الشاشة الهائل، يشعر معظم الآباء بقلق أقل بشأن موازنة وقت الشاشة الآن عن ذي قبل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن وقت الشاشة في المنزل هو الآن الخيار الأكثر أمانًا للأطفال ليكونوا قادرين على التواصل الاجتماعي والتعلم.