العربي الجديد-
أعلن المتحدّث باسم المحكمة الابتدائية في صفاقس، مراد التركي، اليوم الثلاثاء، أنّ بحارة تونسيين وقوات جيش البحر تمكّنوا من إنقاذ 24 مهاجراً غير نظامي غرق مركبهم على بعد 16 ميلاً من منطقة العطايا في محافظة صفاقس جنوب شرقي تونس.
وأوضح التركي لـ”العربي الجديد” أنّ “المركب الغارق كان قد انطلق في رحلة هجرة سرية من شواطئ مدينة زوارة شمالي ليبيا، في ليلة 22-23 مايو الجاري، غير أنّه تعطّل”. أضاف أنّ “عمليات البحث ما زالت جارية من أجل العثور على 76 آخرين من الركاب، في حين انتُشلت جثة واحدة تعود إلى مهاجر من دولة أفريقية جنوب الصحراء”.
وأشار التركي إلى أنّ “الزورق كان يقلّ نحو 100 مهاجر من جنسيات مختلفة، من بينهم بنغلادشيون ومصريون وكاميرونيون ومغاربة تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 عاماً”. وأفاد التركي في سياق متصل بأنّ “القضاء باشر في التحقيق بغرق المركب الذي انطلق من السواحل الليبية متّجهاً إلى إيطاليا، في حين تتواصل عمليات البحث في البحر عن المفقودين”.
وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة أسوشييتد برس عن المنظمة الدولية للهجرة قولها إنّ موقع 76 شخصاً ما زال غير معلوم، في حين أفادت بأنّ نحو 30 آخرين أُنقذوا. يأتي ذلك في حين تُعَدّ منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط التي تربط ليبيا ودول المغرب العربي بإيطاليا أو مالطا أخطر طريق للهجرة في العالم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وبحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فإنّ أكثر من 1500 شخص لقوا حتفهم أو فُقدوا في هذه المنطقة في عام 2021 وأكثر من 500 منذ بداية عام 2022 وحتى الآن.
من جهته، صرّح المتحدث الرسمي باسم خفر السواحل التونسي حسام الدين الجبابلي في بيان نقلت وكالة فرانس برس مضمونه، بأنّ المهاجرين من “جنسيات مختلفة أفريقية وآسيوية، وقد تعرّض زورقهم المطاطي المستغلّ في عملية هجرة غير نظامية للغرق على بعد نحو ستة أميال بحرية إلى جنوب شرق جزيرة قرقنة” التابعة لمحافظة صفاقس.
ومع تحسّن الأحوال الجوية، تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية التي يلجأ إليها تونسيون وأشخاص آخرون من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء، انطلاقاً من السواحل التونسية في اتّجاه تلك الأوروبية. ويوم الجمعة الماضي، أفاد متحدّث تونسي رسمي “فرانس برس” بأنّ قوات خفر السواحل التونسية أنقذت 44 مهاجراً غير نظامي وانتشلت ثلاث جثث في حين أنّ عشرة ما زالوا في عداد المفقودين، على أثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية التونسية. كذلك أعلن جيش البحر التونسي، يوم السبت، إنقاذ 81 مهاجراً، من بينهم امرأة، بعد مغادرتهم السواحل الليبية على متن قارب متهالك.
وفي سياق متصل، وبحسب بيانات نقلتها “فرانس برس”، فقد أعانت السلطات التونسية في مطلع مايو الجاري العثور على جثث 24 مهاجراً بعد غرق قواربهم قبالة سواحل وسط شرقي تونس. وبين 22 و30 إبريل الماضي، غرقت أربعة قوارب قبالة سواحل ولاية صفاقس، قضى فيها مهاجرون انتُشلت جثثهم في الأيام التالية، فيما أُنقذ 97 منهم.
ويصل مئات المهاجرين، معظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء، إلى تونس بهدف الانتقال منها إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، وهم يبحرون في الغالب على متن قوارب متداعية. وتُعَدّ إيطاليا إحدى نقاط الدخول الرئيسية إلى أوروبا للمهاجرين من شمال أفريقيا، هؤلاء الذين يصلون أساساً من تونس وليبيا اللتَين زاد عدد المغادرين منهما بشكل كبير في عام 2021.
وقد تمكّن في العام الماضي 15 ألفاً و671 مهاجراً، من بينهم 584 امرأة، من الوصول إلى إيطاليا انطلاقاً من السواحل التونسية مقارنة بـ 12 ألفاً و883 مهاجراً في عام 2020، وفق أرقام المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وفُقد أو غرق نحو ألفَي مهاجر في المتوسط في العام الماضي، مقارنة بـ1401 مهاجراً في عام 2020، وفق المنظمة الدولية للهجرة.