وال-
قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله باتيلي، إنه بدأ تنفيذ مبادرته الرامية لإتاحة الفرصة لليبيين لاختيار قادتهم عبر محاور متوازية متعددة تشكل معاً نهجاً شاملاً لتحقيق هذا الهدف.
وأكد “باتيلي” في إحاطة بشأن آخر التطورات في ليبيا قدمها أمام مجلس الأمن الثلاثاء (18 ابريل 2023م) أن المبادرة تهدف إلى تمكين إجراء الانتخابات في ليبيا هذا العام عبر التوسع في إشراك الجهات الفاعلة المعنية بهذه المسألة الوطنية ذات الأهمية القصوى، موضحا أن حشد جميع الأطراف المعنية بشكل فعال، بما فيها المجلس الرئاسي والحكومة ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، أمر أساسي لتحقيق توافق في الآراء بشأن المسائل السياسية والقضايا الأمنية.
وتابع “باتيلي” قائلا: “عقدت اجتماعات منفصلة مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبه عبد الله اللافي، ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وحفتر، ورئيس الوزراء المعين من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا، وتحاورت أيضاً مع أحزاب سياسية منفردة وائتلافات قوى سياسية وزعماء تقليديين وأعيان وقيادات المجموعات النسائية والشبابية من جميع المناطق”.
وأضاف باتيلي أن الجميع أعربوا عن استعدادهم لمناقشة معايير تنظيم الانتخابات، وسوف يستمر هذا العمل ويتكثف حيث ستحتاج الأطراف الفاعلة إلى التفاوض والاتفاق على أكثر القضايا مثاراً للخلاف فيما يتعلق بإجراء انتخابات شاملة هذا العام، مرحبا بالتزام هذه الأطراف الفاعلة وداعيًا إلى ترجمة هذا الالتزام إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع.
وأشار “باتيلي” إلى أنه قام بتيسير انخراط اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بالعمل مع الجهات الفاعلة الأمنية والعسكرية الليبية، بما في ذلك التشكيلات المسلحة من جميع مناطق البلاد وقد أكد قادة وممثلو الوحدات العسكرية والتشكيلات الأمنية العاملة في غرب ليبيا وشرقها وجنوبها عن التزامهم بدعم الانتخابات بجميع مراحلها ونبذ العنف في جميع أنحاء ليبيا واتخاذ خطوات عملية من أجل العودة الآمنة للنازحين والإفراج عن المحتجزين ومعالجة مسألة المفقودين وذلك في سياق المصالحة الوطنية.
وبيّن “باتيلي” أنه أجرى عدة جولات من المشاورات في طرابلس وبنغازي وسبها مع ممثلي المجتمع المدني والنساء والشباب والأحزاب السياسية والأعيان والمكونات الثقافية، وذلك بهدف الاستماع إلى آرائهم بشأن الانتخابات وإيصالها ومعرفة مطالبهم بمشاركة أوسع في الأدوار القيادية والمؤسسات الليبية.
وأكد أنه عرض على لجنة (6+6) التابعة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة دعم البعثة اللوجستي وتقديم الخبرات الفنية لتمكينها من القيام بعملها في إعداد القوانين الانتخابية وحث المجلسين على تسريع عمل لجنة (6+6) ونشر برنامج عمل اللجنة المحدد بإطار زمني.
ودعا “باتيلي الحكومة إلى توفير جميع الموارد اللاّزمة للمفوضية العليا للانتخابات لإنجاز المهام المسندة إليها في الوقت المناسب، كما دعا قادة ليبيا وجميع الأطراف الفاعلة ذات الصلة إلى الوفاء بما أعلنوه من التزام بإجراء الانتخابات من خلال حلول ملموسة ومقبولة من الجميع لتحقيق ذلك”، مشيدا بجهود المجلس الرئاسي في إنشاء آلية وطنية للرقابة المالية من أجل الإنفاق الشفاف والعادل للموارد العامة الوفيرة في ليبيا، معتبرا أنه عامل مهم لضمان عدم استخدام المال العام لصالح أي طرف.
