(ثمة أنشطــة دينيـــة وعيديـــة) اختص بها الأجانــــب وحدهم، خلال فترات تواجد الجاليات الأجنبية، لم يكن الأهالي على انغماس بها.
وكما يظهر بهذه الخـمس سـنوات الأخيــرة؛ (يحاول شبان اليوم) الوقوف على ليلة رأس السنة الميلادية. وبخلاف ذلك، لم يكن أباؤهم وأمهاتهم وأعمامهم وأجدادهم قد فعلوا ذلك.
* كتب/ أسامة وريث،
(لم يكن الليبيـون والليبيـات يهتمـون لليلـة رأس السنة الميلادية)، لأنها طقس مسيحي بالأساس، ورغم أن دور الإفتاء بالمشرق والمغرب قد اختلفت قليلا حيال الموضوع، بعضهم كما في مصر قد أجازه، وغالبهم كما في ليبيا وغيرها قد أنكره.
وقد نشرت دار الإفتاء الليبية فتوى حول الموضوع، في 29 ديسمبر 2015 مستندة على وصايا عمر بن الخطاب، وتنبيهات ابن كثير. وكان الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب 13-23 هـ وعقب انتقال العرب بعد الإسلام إلى سوريا والعراق ومصر، وبالتالي اختلاطهم بالسوريين أو السريان والأنباط والأرمن والأشور والكلدان والأقباط وغيرهم من ساميي الشرق قبل استعرابهم في سوريا والعراق ومصر، قد نهى أهل عصره بالقول: “لا تعلّموا رطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم، فإن السخطة تنزل عليهم!” [البيهقي: 18640].
وقال المؤرخ المحدّث ابن كثير: “فليس للمسلم أن يتشبه بهم لا في أعيادهم ولا مواسمهم ولا في عباداتهم؛ لأن الله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء، الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل.. فإذا كان الله تعالى قد من علينا بأن جعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم قد ضلوا من قبل، وأضلوا كثيرا، وضلوا عن سواء السبيل” [البداية والنهاية 142/2]
(تحت هـذه الظـــروف) لم يكن الليبيون حتى مع اختلاطهم بالجاليات والأقليات الدينية من نصارى ويهود وطنيين وغيرهم ممن كانوا يعيشون بالبلد من مطلع العصر الحديث 1510م وحتى الوقت المعاصر 1971م قد شاركوهم أعيادهم الدينية. لأن الليبيين أساسا كانوا يوثقون/يكتبون بالتاريخ الهجري، في السجلات المدنية والمدارس والكليات والمشافي والمتاجر والمحاكم والثكنات وسائر المؤسسات. وهو تاريخ لم يجر إلغاؤه إلا في آخر السبعينيات. وحتى بداية السبعينيات تؤكد بضع صور استمرار العمل بالتاريخ الهجري.
(خلال الفتــرة الملكيــة) كان بعض سياج الإبل، قد لبوا طلب الجالية الأمريكية باستعمال الجمال في جر عربة الميلاد، وكما يظهر في الصور “عربة ما يسمى بابـــــا نويـــل تُقتاد بجمــــل” جرت العادة لدى الأوربيين في الواقع أن تُقاد العربة المكسية بالزهور والألوان الحمراء، بواسطة مجموعة من الأيائل أو ظباء الرنة.. ولكن الجمل المليح هنا كان قد أدى الغرض المطلوب.
(ولا شك أن بعض سيّاس الجمل الليبيين) كانوا قد وجدوا فرصة عمل موسمية جيدة بالنسبة لهم، فمعروف أن بلادنا كانت بها حرفة تجوّل السيّاح على ظهور الإبل، تماما كما هو الحال في مصر والأردن والسعودية اليوم.