العربي الجديد-
يبدأ أكثر من مليون وربع مليون طالب ليبي في المرحلتين الإعدادية والثانوية، اليوم الأحد (14 مايو 2023م) امتحانات الفصل الدراسي الثاني، في ظل تأكيدات من وزارة التربية والتعليم لتوفير أجواء امتحانات هادئة للطلاب، والعمل على مكافحة ظاهرة الغش.
وقررت حكومة الوحدة الوطنية الليبية بدء امتحانات نهاية العام الدراسي، فيما لم تصدر أي قرارات عن وزارة التعليم في الحكومة التابعة لمجلس النواب. ويخشى أولياء أمور التلاميذ من اتخاذ أي منهما أية إجراءات مفاجئة خلال الامتحانات، أو بعدها، في إطار المناكفات السياسية بين الحكومتين.
وكشف الناطق باسم وزارة التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية، عبد العزيز عيسى، أن الوزارة استعدت مبكراً لانطلاق الامتحانات النهائية لطلاب النقل، وأن المدارس في أنحاء البلاد كافة ستستقبل 1,254,331 طالباً، مشيراً إلى أن التعليمات وصلت إلى مراقبات التعليم كافة في البلديات بعدم التهاون مع حالات الغش، ووضع أسئلة امتحان واضحة تراعي مستويات جميع الطلاب، وسيتولى وكلاء الوزارة ومديرو مراكز الامتحانات والمناهج ومصلحة التفتيش التربوي متابعة سير الامتحانات من خلال الجولات التفقدية.
وشدد وزير التربية والتعليم، موسى المقريف، في بيان، على ضرورة توفير كل ما يساعد الطلاب على أداء الامتحانات، وعدم التهاون مع حالات الغش، ومن يساعدون عليه، مؤكداً أن الوزارة ستتعامل بصرامة مع المخالفين. يثني العجمي الرقيعي، من منطقة قصر بن غشير جنوب شرقيّ العاصمة طرابلس، على تصريحات الوزارة، ويعتبرها نشاطاً نسبياً في تسيير العملية التعليمية مقارنة بالسنوات الماضية، لكنه يستدرك أن “الأسبوعين المقبلين سيحددان مدى جدية هذه التصريحات”.
ويعبّر الرقيعي لـ”العربي الجديد”، عن مخاوفه من تكرار الصعوبات التي واجهت أولاده خلال العام الماضي، قائلاً: “بلغنا من إدارة المدرسة أن مشكلة الاكتظاظ التي كانت في امتحانات العام الماضي حُلَّت نسبياً بسبب رجوع عدد من الطلاب إلى مدارسهم التي كانت متضررة، لكن الهواجس هذا العام تتمحور حول صعوبة الامتحانات. يفترض أن الوزارة لديها لجان ومفتشين للتعرف إلى نسبة استكمال المدارس للمقرر الدراسي، وموازنة أسئلة الامتحانات وفق ذلك، لكن بعض المدارس تعاني نقصاً حاداً في المعلمين، وفي أكثر الأحيان يُعوَّض النقص بمعلمين بعيدين عن التخصص، فيكون تحصيل الطالب في النهاية ضعيفاً”.
ورغم تأكيد وزارة التعليم تجاوزها لمشكلة توفير الكتاب المدرسي، إلا أن الرقيعي يؤكد أن أحد أولاده لم يحصل على كامل الكتب المدرسية الخاصة بالصف الثامن، ويقول إن “إدارة المدرسة أبلغت الطلاب أنها لم تتسلم كتب بعض المواد، وما تسلمته في مواد أخرى لا يكفي أعداد الطلاب، فاضطررنا إلى تصوير الكتب لتعويض نقصها”. أما حميدة جوان التي تدرس ابنتها في المرحلة الثانوية، فلم يكن توافر الكتاب المدرسي أو اكتظاظ الفصول الدراسية هاجسها الأكبر مقارنة بنقص المعلمين، موضحة لـ”العربي الجديد” أنها كانت تكافح طوال الأشهر الماضية للبحث عن معلمين خصوصيين. “لا أعول منذ سنوات على التعليم المتدني في المدارس الحكومية، وهذا العام كان البحث عن معلمين خصوصيين مضنياً بسبب دخول ابنتي المرحلة الثانوية”.
ويقول عاصم الشلوي، من درنة (شرق)، لـ”العربي الجديد”: “حتى الآن، لم تستقبل المدارس من مراقبات التعليم سوى خطابات الوزارة في طرابلس، لكن بين المدرسين وأولياء الأمور مخاوف من توجه الحكومة في شرق البلاد لاستثمار الامتحانات لصالح دعاياتها السياسية الخاصة بالانتخابات، فشريحة المعلمين والطلبة تُعَدّ من أكبر شرائح المجتمع”.
ويعلق المسؤول في مكتب تعليم بلدية وادي الشاطئ (جنوب)، محمد عبد الشفيع، بالقول لـ”العربي الجديد”: “مخاوف أولياء الأمور طبيعية بالنظر إلى حجم المعاناة التي عاشوها طوال السنوات الماضية، ومن بينها تضرر المدارس، وعدم ملاءمتها للدراسة والامتحانات، ونقص الكتاب المدرسي، وندرة المعلمين، لكن بعض تلك المخاوف مرده تراكم الهواجس”.
يؤكد عبد الشفيع أن “مراقبات التعليم بدت أكثر جدية هذا العام في التعاطي مع العام الدراسي، حتى إن الحكومة بدأت فعلياً في صيانة بعض المدارس، وبناء مدارس بديلة لتلك التي دمرت، وأعتقد أن الجدية ستكون بذات القدر خلال أيام الامتحانات. البلاد خرجت لتوها من أزمات كبيرة، ومن الطبيعي أن تسجل بعض الصعوبات والتجاوزات، لكن هناك جهود جادة للحد منها. مراقبتنا شكلت لجاناً لمنع ظاهرة الغش، والاستعداد لمعاقبة كل من يتورط فيها”.