الحرة-
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، الاثنين، أن الولايات المتحدة تنوي الانضمام مجددا إليها، اعتبارا من يوليو 2023.
والاثنين (12 يونيو 2023م) جمعت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، ممثلين عن الدول الأعضاء بالمنظمة البالغ عددهم 193 دولة لإبلاغهم بقرار الولايات المتحدة بالعودة للانضمام، على أساس خطة تمويل محددة.
وقالت أودري أزولاي “إنها خطوة قوية تعكس الثقة في اليونسكو والتعددية”، وفقا لبيان لـ “اليونيسكو”.
وفي رسالة إلى المديرة العام لليونسكو، رحبت وزارة الخارجية الأميركية، بالطريقة التي تعاملت بها المنظمة مع التحديات الناشئة، وتحديث إدارتها، وخفض التوترات السياسية، في السنوات الأخيرة، حسب البيان.
وفي نوفمبر 2017، تم انتخاب أودري أزولاي مديرة عامة لليونسكو، وقادت الوساطات التي جعلت من الممكن الحد من التوترات السياسية وإيجاد توافق في الآراء بشأن الموضوعات الأكثر حساسية، مثل الشرق الأوسط.
وتم إطلاق مبادرات جديدة تمكن اليونسكو من مواجهة التحديات المعاصرة بشكل كامل، مثل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أو حماية المحيط.
وسمحت الحملات الميدانية للمنظمة، بما في ذلك إعادة إعمار مدينة الموصل القديمة بالعراق، لليونسكو بإعادة الاتصال بطموحاتها التاريخية.
وأخيرا، أدت الإصلاحات الإدارية، التي تم البدء بتنفيذها منذ عام 2018، إلى جعل اليونسكو أكثر كفاءة وسلامة من الناحية المالية.
وأصبحت عودة الولايات المتحدة ممكنة بفضل الاتفاق الذي توصل إليه الكونغرس في ديسمبر 2022 والذي يسمح بتقديم مساهمات مالية لليونسكو.
ومهد الكونغرس الطريق للولايات المتحدة لإعادة تقديم التمويل، مخصصا لذلك مبلغ في الموازنة قدره 150 مليون دولار، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
وفي عام 2011، علقت الولايات المتحدة مساهماتها في المنظمة بسبب التشريعات المحلية، قبل إخطار اليونسكو بقرارها الانسحاب بشكل قانوني في 12 أكتوبر 2017.
وتعد الولايات المتحدة عضوا مؤسسا لليونسكو وكانت من أهم المساهمين في ميزانية الهيئة حتى العام 2011، عندما منحت المنظمة الأممية فلسطين عضوية كاملة، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
وأدى ذلك إلى وقف المساهمات بموجب قانون الولايات المتحدة.
وذهب الرئيس الأميركي حينذاك، دونالد ترامب، أبعد من ذلك عبر الإعلان في 2017 بأن الولايات المتحدة ستنسحب من اليونسكو إلى جانب إسرائيل، متهما الهيئة بالتحيز ضد الأخيرة.
ودخل قرار الانسحاب حيز التنفيذ عام 2018، حسب “فرانس برس”.
وجعلت أزولاي، وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة مسألة إعادة الولايات المتحدة على رأس أولوياتها.
وقبل تعليق مساهماتها في 2011، كانت الولايات المتحدة تدفع حوالي 22 بالمئة من ميزانية اليونسكو، أي ما يعادل 75 مليون دولار، وفق “فرانس برس”.
وفي مارس، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن غياب الولايات المتحدة عن اليونسكو يترك المجال للصين لصياغة القواعد المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وأفاد لجنة في مجلس الشيوخ لدى عرضه الموازنة “أعتقد بشدة أن علينا العودة إلى اليونسكو، لا كهدية لليونسكو، بل لأن ما يحدث فيها مهم فعلا”.
وتابع: “يعملون على قواعد ومبادئ ومعايير للذكاء الاصطناعي. نريد أن نكون طرفا”.
وانسحبت الولايات المتحدة في السابق من اليونسكو عام 1984 وعادت إلى المنظمة بعد غياب استمر نحو 20 عاما في أكتوبر 2003، حسبما ذكرت “فرانس برس”.