
الناس-
في مشهد جديد عليها، اكتظت شوارع بلدية مصراتة بالمواطنين في مسيرة احتفالية في ذكرى المولد النبوي، امتزجت مسيرة المشاركين بالمدائح والقصائد النبوية، انطلقت من أمام مقر المجلس البلدي باتجاه الحديقة المركزية حيث أعد لفعاليات الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة.
عام الفيل في مصراتة
تبنى المقهى الثقافي هذا العام تنظيم الاحتفالية برعاية المجلس البلدي، وأحيا الليلة فرقة المالوف والموشحات، كجزء بات أصيلا في إحياء المواسم ذات الطابع الديني.
كما عرضت للمرة الأولى مسرحية عام الفيل، كجزء من معالم الاحتفالية.
احتفالات تحت إجراءات احترازية
وصادف الحادي عشر من ربيع الأول 1447هـ الخميس (04 سبتمبر 2025م)، ورصدت صحيفة الناس صورا من احتفالات الحواضر في ربوع ليبيا بهذه المناسبة، رغم الجدل القائم حولها، بين من يحرم، ومن يحبذ، ومن يراها احتفالا وحسب، على اختلاف المشارب الفكرية والعقدية.
وظهر هذا التباين بحدة في مدينة البيضاء شرق ليبيا، اضطرت معه الأجهزة الأمنية لاتخاذ إجراءات احترازية بداعي حفظ النظام العام، وحماية المواطنين- وفق منشوراتها.
كما خرجت مسيرات واحتفالات في مدينة بنغازي، في أحياء سيدي حسين والصابري والسلماني وأحياء أخرى.
ورصدت احتفالات في كل من المرج وشحات ودرنة وطبرق.
بلا سند شرعي
وأشرف على تنظيم الاحتفالات مريدي الطرق الصوفية، وسط حضور أمني ملحوظ، كما نقلت القنوات الإعلامية مشاهد من الحضرة، وحلقات المدائح والذكر في المساجد كما في الساحات العامة. رغم تحذيرات الهيئة العامة للأوقاف من الاحتفالات، بداعي أن “لا سند شرعي لها”.
ويعد في هذا النهي انفراجة نسبية على مستوى مدن الشرق الليبي إذ شهدت في السنوات الماضية حملات اعتقال استهدفت مشائخ الطرق الصوفية. وذكرت منظمات حقوقية أن العام الماضي شهد اعتقال ما لا يقل عن (20) شخصا في بنغازي والمرج وسرت (وفق منصة فواصل).
في العام الماضي أيضا –والعهدة على المصدر- صعد المجلس الأعلى للتصوف السني من لهجته، وحمل ما وصفه بـ”التيار المدخلي” بمدينة بنغازي مسؤولية هذه الاعتقالات، مشيرا إلى أن المعتقلين تعرضوا للتعذيب وأجبروا على على الإداء باعترافات قسرية، فيما قتل عدد منهم أثناء الاحتجاز، ولا يزال آخرون مفقودين”.
وتساءل مراقبون إن كان السماح بالاحتفالات هذا العام في الشرق الليبي له علاقة برسائل سياسية موجهة للداخل أو الخارج؟ أم أنه محاولة لإعادة التوازن بين التيارات الإسلامية.
حفل وتكريم للحفاظ
وإلى أقصى الغرب الليبي، حيث أحيت مؤسسة الاستقامة للقرآن وعلومه بمدينة نالوت يوم الخميس ذكرى المولد النبوي الشريف ببرنامج متنوع، استُهلّ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها درس عن سيرة الرسول صـلى الله عليه وسلم ألقاه الشيخ الأستاذ عيسى مقدمي.
وتخلّل البرنامج أربع فقرات إنشادية قدّمها نخبة من المشايخ والطلبة وبمشاركة عدد من المراكز القرآنية.
كما شمل البرنامج مسابقة ثقافية أُعلن في ختامها عن فائزين، كرموا بهدايا قيمة.
وغير بعيد عن نالوت احتضنت منارة المجاهد “سليمان الباروني” بمدينة كاباو احتفالية المولد لهذا العام، شمل تكريما للطلبة والطالبات وربات البيوت الذين شاركوا في مسابقة لحفظ القرآن الكريم..
وتخلل الحفل كلمات وأناشيد أضفت مشهدا احتفاليا على الأجواء.
غزة الحاضرة في زليتن
ميز اختتام موسم الاحتفالات في زليتن هذا العام حضور المقاومة الفلسطينية، حيث رفع مشائخ ومحفظي القرآن الكريم بالزاوية الأسمرية أصواتهم بالدعاء للمقاومة الفلسطينية ولأهالي غزة، وذلك عقب حفل الإنشاد، والذي شهدته عدة زوايا صوفية بالمدينة ذات العبق الصوفي.
“كموس نا البشير”
وأحيت مدينة غدامس القديمة، احتفالاً مهيباً بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث اجتمع الأهالي والزوار بين أزقتها العتيقة وساحاتها الأثرية في أجواء مفعمة بالابتهالات. والأناشيد والمدائح النبوية، إلى جانب الأهازيج الشعبية.
كما تضمنت الفعاليات كلمات وعظية ألقاها عدد من المشائخ بالمدينة التاريخية.
وقد تميزت غدامس منذ القدم بعادة تعرف باسم “كموس نا البشير”، كجزء من تراثها العريق، التي تعكس ارتباط الأهالي بموروثهم الاجتماعي والديني، وتظل شاهدة على حرص أهل المدينة على توريث عاداتهم للأجيال المتعاقبة.
فسانيا
في عاصمة الجنوب الليبي شهدت منارة طيبة بالمهدية احتفالية روحانية بالمناسبة، حضرها مشائخ الزاوية وطلبة العلم وعدد من أهل المدينة.
تخلل الاحتفالية تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم إنشاد المدائح النبوية، مع كلمات تستحضر السيرة النبوية، وما تحمله من قيم التسامح والإخاء والمحبة.
وفي سبها أيضا أحيا أهالي حي الجديد بالزاوية العيساوية الغربية، ذكرى المولد بأجواء مماثلة، وسط أنشاد لفرقة الفجر الجديد، وفقرات تستعرض السيرة النبوية العطرة.
كما نظم المشاركون مسيرة راجلة عامرة بالذكر والصلاة على النبي صـلى الله عليه وسلم.
المدينة القديمة. عهد يتجدد
في المدينة القديمة، كما هي العادة، أحيا أهالي العاصمة طرابلس ذكرى المولد النبوي بجامع الناقة العتيق، تضمن تلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها إنشاد للمدائح النبوية، وكلمات وعظية تناولت سيرة النبي الأكرم، وأخلاقه، وشمائله، أكد فيها المتحدثون على ضرورة الاقتداء بمنهجه في الرحمة والتسامح وصلاح المجتمع.
ورفعت في ختامه الدعوات بالنصر للمجاهدين في فلسطين، وبأن يعم السلام في أرجاء الأمة الإسلامية.
وقد اكتست شوارع وأسواق المدينة القديمة بحلة احتفالية ميزتها عبر العصور، كما امتلات المحلات بالقناديل والشموع وألعاب الأطفال والدفوف، في أجواء تعكس تراث المدينة المتوسطية.
وجه آخر
هذا الجانب الاحتفالي ذي الطابع الأقرب للصوفية، صاحبه استعداد من نوع آخر، إذ تشهد هذه المناسبة في ليبيا احتفالات غير منضبطة بالألعاب النارية، ويشهد السوق الليبي نشاطا ملحوظا في إقبال المتسوقين على هذه البضائع الموسمية، خاصة لصغار السن من الشباب، وقد يتطور الأمور أحيانا إلى إشعال حرائق محدودة، وقد تؤدي إلى إصابات تستدعي التدخل الطبي.
وتحسبا لتطورات غير مرغوبة تستنفر مديريات الأمن والأطقم الطبية، كذلك رجال المطافئ، فينتشر رجال الأمن في الشوارع الرئيسية لضبط “مشاغبين” مفترضين، قد يغلقون بعض الشوارع بحرق العجلات وغيرها من المواد القابلة للاشتعال.
ولعل الخبر الجيد هو ما أعلنه مستشفى جراحة الحروق والتجميل في العاصمة طرابلس، بأن ما استقبله هذا العام أقل من العام الماضي فيما يتعلق بإصابات الألعاب النارية والمفرقعات. حيث لم يتجاوز عدد الإصابات (17) إصابة.