اجتماعياخبارالرئيسية

الناس تحاور “وفاء بالقايد” عضو فريق حملة التوعية بمخاطر سرطان الثدي بمصراتة

بالقايد: ما ميّز حملتنا هذا العام هو إطلاق مبادرة "لا تلمس ذراعي"، وهي فكرة ليبية خالصة

الناس – محمد اللديد-

في إطار الاهتمام المتزايد بالصحة العامة، وتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، يبرز دور فرق التوعية الصحية في نشر الثقافة الوقائية بين المواطنين.
ومن بين هذه الجهود النبيلة، يسطع اسم فريق حملة التوعية بمخاطر سرطان الثدي بمدينة مصراتة، الذي يعمل بكل تفانٍ لنشر الأمل والمعرفة، ورفع مستوى الوعي بأهمية الكشف المبكر ودوره في إنقاذ الأرواح.

وللحديث أكثر عن أهداف الحملة ورسائلها الإنسانية والصحية، نستضيف الأخصائية وفاء بالقائد، أخصائية التغذية العلاجية بوحدة الرعاية الصحية الأولية رأس السائح، ونائب قائد فريق الحملة، للحديث عن تفاصيل هذه المبادرة، ورسائلها التي تمس كل بيت ليبي وكل امرأة حريصة على صحتها وسلامتها.

بداية، هل يمكن أن تطلعينا على فكرة الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي وكيف انطلقت؟

فكرة الحملة تقوم أساسًا على نشر الوعي الصحي، فهي حملة توعوية بحتة ينظمها الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان، بالتعاون مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض ومراقبة التربية والتعليم.
انطلقت فعالياتها في الأول من أكتوبر داخل مدينة مصراتة، بدعم من الشركة الليبية للحديد والصلب وبالتعاون مع المجلس البلدي، وإدارة الخدمات الصحية، ومراقبة التربية والتعليم، وإدارة جامعة مصراتة.
قمنا بتشكيل فريق تطوعي يضم طبيبات نساء وتوليد، وأخصائيات تغذية علاجية، واجتماعيات، وإصحاح بيئي، وتمريض، وإدارة، بقيادة د. أميرة عبد الله المنقوش، ومتابعتي كنائب قائد للفريق.
تم تقسيم المهام بين أعضاء الفريق من حيث الجوانب الطبية واللوجستية، شملت إلقاء محاضرات توعوية حول سرطان الثدي، ومخاطره، والتغذية العلاجية المناسبة للمريضات، والدعم الاجتماعي، وتعليم طرق الكشف الذاتي.
استهدفت الحملة الثانويات، ومراكز تعليم الكبار، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، والكليات، والمؤسسات الخدمية، وما زلنا مستمرين في تنفيذها.

ما هي الأهداف الأساسية التي تسعون لتحقيقها من خلال هذه الحملة؟

تهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي لدى النساء بأهمية الكشف المبكر والفحص الدوري، لما له من دور محوري في الوقاية من المرض وتقليل مضاعفاته.
ونظرًا لازدياد معدلات الإصابة بسرطان الثدي في السنوات الأخيرة، فقد أصبح من واجبنا كعاملين في القطاع الصحي التركيز على الوقاية والتثقيف الصحي، وتشجيع السيدات على تغيير أنماط الحياة غير الصحية، والمبادرة بإجراء الفحوصات اللازمة.
كما تسعى الحملة إلى تمكين السيدات من معرفة عوامل الخطر، والتعرف على الأعراض المبكرة للمرض، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهن ولعائلاتهن.

ما أبرز الأنشطة والفعاليات التي تنظمونها ضمن الحملة؟

من أبرز الأنشطة التي قمنا بها إجراء فحوصات الكشف المبكر داخل المراكز الصحية تحت إشراف طبيبات النساء، إلى جانب توزيع مطويات توعوية تتضمن معلومات دقيقة حول المرض، وأسباب الإصابة، وطرق الوقاية.
كما قمنا بتعبئة استبيانات لقياس مستوى الوعي لدى السيدات، إضافة إلى توزيع أساور “لا تلمس ذراعي” على السيدات المصابات، وهي مبادرة رمزية وإنسانية تهدف لحمايتهن والتعاطف مع حالتهن الخاصة.

ما مدى تجاوب النساء والمجتمع بشكل عام مع الحملة؟

التجاوب هذا العام كان ملحوظًا ومشجعًا للغاية، وهو دليل واضح على نجاح جهود التوعية السابقة.
لاحظنا أن السيدات أصبحن أكثر وعيًا وإدراكًا لأهمية الكشف المبكر، وبدأ العديد منهن يطلبن بأنفسهن تنظيم محاضرات توعوية في مراكز تحفيظ القرآن والمؤسسات التعليمية، مما يعكس تحولًا إيجابيًا في ثقافة المجتمع تجاه هذا الموضوع.

كيف تتعاملون مع المفاهيم الخاطئة أو الخوف المرتبط بموضوع سرطان الثدي؟

نركز في هذا الجانب على تصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال تقديم المعلومات الطبية الموثوقة بطريقة مبسطة وواضحة.
نساعد السيدات على التعبير عن مخاوفهن ومناقشتها، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهن، لتخفيف القلق المرتبط بالمرض، وتشجيعهن على التعامل مع الموضوع بثقة ووعي.

هل لاحظتم تحسناً في الإقبال على الفحص المبكر نتيجة جهود الحملة خلال الأعوام الماضية؟

بالفعل، لاحظنا زيادة ملموسة في الإقبال على الفحوصات الدورية، خاصة بعد أن أصبح لدى السيدات وعي بأهمية جهاز الماموجرام ودوره في الكشف المبكر.
في السابق، كانت المعرفة بهذا الجهاز محدودة جدًا، أما اليوم فالكثيرات يقصدن المراكز الصحية لإجراء الفحوصات الإشعاعية الوقائية بوعي وإدراك كامل لأهميتها.

ما خططكم بعد انتهاء الشهر الوردي؟ وهل هناك برامج مستدامة للتوعية طوال العام؟

عادةً بعد انتهاء كل حملة نقوم بإعداد توصيات موجهة إلى وزارة الصحة تتعلق بتطوير الخدمات الخاصة بالكشف المبكر.
في العام الماضي، تضمنت توصياتنا توفير جهاز الماموجرام، وقد تم بالفعل توفيره داخل وحدة تشخيص وعلاج أمراض المرأة.
كما أننا نؤكد دائمًا أن التوعية لن تقتصر على شهر أكتوبر فقط، بل هي جهد مستمر على مدار العام للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من السيدات.

أخيراً، كيف تقيمين عمل الفريق، وما الذي يميز فريقكم هذا العام عن العام الماضي؟

أعتبر فريقنا من أفضل الفرق التطوعية لما يتميز به من روح العطاء والتعاون والانضباط، حيث قدّم الجميع جهودهم ووقتهم ومعلوماتهم دون أي مقابل مادي، مؤمنين برسالة الحملة وأثرها الإنساني.
ما ميّز حملتنا هذا العام هو إطلاق مبادرة “لا تلمس ذراعي”، وهي فكرة ليبية خالصة تم تنفيذها بأيادٍ مصراتية.
تُمنح هذه الأساور للسيدات اللاتي خضعن لعملية استئصال الثدي والغدد اللمفاوية، بهدف التنبيه إلى ضرورة عدم لمس الذراع المصابة أو تعريضها لأي ضغط أو إصابة.
كما ندعو الجميع إلى مراعاة السيدات اللواتي يرتدين هذه الإسوارة في الأماكن العامة أو المزدحمة، ومنحهن الأولوية حفاظًا على سلامتهن، مع التأكيد على منع سحب الدم أو قياس الضغط من الذراع المصابة.

في ختام هذا اللقاء الإنساني قبل أن يكون صحفياً، لا يسعنا إلا أن نُثني على الجهود الكبيرة التي يبذلها فريق حملة التوعية بمخاطر سرطان الثدي بمصراتة، وعلى الرسالة النبيلة التي يحملها في نشر ثقافة الوقاية والكشف المبكر.
كلمة شكر وتقدير نوجهها إلى الأخصائية وفاء بالقائد وكل أفراد الفريق، الذين يعملون بإخلاص وتفانٍ لإضاءة دروب الوعي والصحة في مجتمعنا.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى