الناس-
اشتكت تركيا الإمارات إلى مجلس الأمن الدولي متهمة إياها بالتحريض على زعزعة الاستقرار في المنطقة وخارجها.
وجاء في الرسالة المؤرخة في السابع من يوليو 2020م إنه قد حان الوقت لكي يذكر مجلس الأمن حكومة الإمارات بأنها ملزمة بالتقيد بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأن عليها أن تحترم استقلال الدول الأخرى وسيادتها ووحدتها وسلامتها الإقليمية.
وذكر الممثل الدائم لدولة تركيا “فريدون هـ. سينيرلي أوغلو” في رسالته التي حصلت صحيفة الناس على نسخة منها أن السياسات المدمرة والخبيثة التي تنتهجها الإمارات واضحة للعيان وواسعة الانتشار على إثر تزايد المطالب الشعبية بالديمقراطية والشرعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- حسب قوله.
وتابع: “وخشية أن تؤدي الدعوات إلى إقامة أنظمة ديمقراطية وتمثيلية في أماكن أخرى إلى الاعتراض في نهاية المطاف على قبضتها الاستبدادية على السلطة، شرعت حكومة الإمارات العربية المتحدة في حملة لإخماد الحركات الديمقراطية في المنطقة وتزامن هذا الموقف الخبيث مع طموح أبوظبي المفرط للسيطرة على المنطقة ككل، إلا أن ذلك لم يسفر عن شيء سوى المعاناة الإنسانية”.
وتطرقت الرسالة لتصرفات الإمارات في اليمن، متهمة إياها بارتكاب جرائم حرب “حيث تسببت في سقوط جموع غفيرة من الضحايا المدنيين وتدمير منهجي للبنى التحتية المدنية من خلال الغارات الجوية في حين بدأ استخدام تجويع ملايين المدنيين كسلاح حرب”
وأشارت إلى احتلال الإمارات لأراض يمنية، وتمكينها لجماعة انفصالية فيها، وتقويضها لقدرة الحكومة اليمنية على استعادة السيطرة على مؤسسات الدولة، كما قامت -وفق الرسالة- بنشر مرتزقة لليمن، وتجنيد الأطفال، وإدارة مراكز احتجاز سرية، وقامت بتمويل وتسليح الإرهابيين المنتسبين إلى تنظيم القاعدة.
وتحدث الممثل الدائم لدولة تركيا عن الدور المدمر للإمارات في ليبيا، حيث “أرادت بدعمها لأحد أمراء الحرب السيئي السمعة الإطاحة بحكومة الوفاق الوطني الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة”.
وقال إنها استخدمت نفس التكتيكات التي استخدمتها في اليمن “بقصف المدنيين والبنى التحتية المدنية والتعاون مع الجماعات المتطرفة والمتشددة، بما في ذلك أتباع السلفية المدخلية، كما قامت ببناء قاعدة جوية في ليبيا”. وأنها وجهت ضربات جوية لمصنع للبسكويت، ولمركز احتجاز مهاجرين، وثقتهما الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
وذكرت الرسالة بتوثيق الأمم المتحدة لخرق الإمارات لحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وقيامها بنشر مرتزقة من سوريا والسودان وتشاد ودول أخرى في ليبيا. مشيرة إلى محاولة الإمارات لإجبار مواطنين من السودان على القتال في ليبيا، مما تسبب في احتجاجات حاشدة في الخرطوم.
وعلقت: “وفي حين أن ممارسة الرق المعاصر أمر مألوف في الإمارات العربية المتحدة، فإن هذا هو أول مثال موثق على تورط الإمارات العربية المتحدة في الاتجار الدولي بالبشر.
ومن ليبيا انتقل “أوغلو” إلى قطر وتحدث كيف أن الإمارات أدت دورا رئيسيا في حصارها غير القانوني -حسب رسالته- ومنها إلى الصومال قائلا: “فقد شرعت في تأجيج حالة عدم الاستقرار السياسي في الصومال، لأن ذلك البلد لم يدعم محاولات أبوظبي الرامية إلى تدمير قطر، وانكشف تماما التدخل الصارخ الذي تقوم به الإمارات العربية المتحدة في أبريل 2018 عندما حجزت سلطات مطار مقديشو طائرة إماراتية خاصة وصادرت أكياسا مليئة بالأموال كان يراد بها دفع رشاوى سياسية قبل يوم واحد من إجراء تصويت حاسم في برلمان الصومال”.
وأضاف بأن بناء الإمارات لقاعدة عسكرية في بربرة، انتهاكا لحظر توريد الأسلحة للصومال يعد دليلا آخر على ازدراء هذا البلد التام للقانون الدولي.
وفي دمشق قالت الرسالة إن الإمارات تدعم حاليا نظام الأسد، وتحاول إضفاء الشرعية عليه، وتتعاون معه في تقديم الدعم المالي واللوجستي إلى منظمة حزب العمال الكردستاني لشن هجمات “إرهابية” ضد المدنيين في تركيا- تقول الرسالة.
واتهمت الإمارات بخرق عدد من أنظمة الجزاءات التي تفرضها الأمم المتحدة في كل من جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وجمهورية الكونغو الديمقراطي، وذلك عبر شركاتها.
كما استعانت الإمارات باختراق حسابات البريد الإلكتروني لموظفي الأمم المتحدة والوفود الأجنبية في نيويورك.
وعلق أوغلو: “إن الإحباط الذي تشعر به حكومة الإمارات العربية المتحدة أمر مفهوم، إذ أنها لم تنجح في إنشاء محور من الدول غير المستقرة والهشة التي يمكن أن تتلاعب بمصيرها بسهولة في المنطقة، وتستحق شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي مصيرا أفضل مما تحاول أن تفرضه عليها حكومة أبوظبي من خلال دعم الانقلابيين والإرهابيين وارتكاب جرائم الحرب، واحتلال البلدان، وتقويض جهود الأمم المتحدة”.
ومع ذلك- تقول المندوب الدائم لدولة تركيا- سيظل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة أمرا بعيد المنال مادامت أبوظبي تواصل سياساتها المدمرة والشريرة.