العربي الجديد-
انتقدت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، نجلاء المنقوش، موقف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، واعتبرت أن الأمانة “قد أقحمت نفسها بالانحياز الواضح لإحدى الدول العربية” دون أن تسمي تلك الدولة.
وقالت المنقوش في مؤتمر صحافي في نهاية اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي عقد أحد (23 يناير 2023م)، في العاصمة طرابلس إن أمانة الجامعة “وضعت شرطاً مخالفاً لمواثيق الجامعة يقضي بضرورة موافقة 14 دولة على الاجتماع التشاوري”، ووصفت هذا الشرط بـ”البدعة”، مؤكدة أن لوائح وقوانين الجامعة لا يوجد بها هذا الشرط، متهمة أمانة الجامعة بأنها “حاولت تعطيل الاجتماع في ليبيا”.
وأوضحت ان فكرة الاجتماع التشاوري هو لقاء عربي مفتوح ومرن ليس له ضوابط ولا نصاب الهدف منه التشاور تأكيدا لاتفاق سابق لوزراء الخارجية العرب بتكثيف التشاور بين أعضاء الجامعة وتوحيد الموقف العربي تجاه كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدة أن حكومتها أرسلت “دعوات لكل الدول قبل الاجتماع واستغربنا عدم تلبية بعضها للدعوة”.
وأشارت المنقوش إلى أن الاجتماع التشاوري تدعو له الدولة التي تتولى رئاسة مجلس الوزراء العرب في الجامعة العربية، مضيفة “تشاورنا مع رئاسة الجامعة العربية حول هذا الاجتماع التشاوري ونسقنا حوله بوقت كاف، وأكدنا لأمانة الجامعة أن هذا الاجتماع ليس لنا فقط، ولا توجد من ورائه أي أجندة خاصة بليبيا، بل هو لجميع الدول العربية لمناقشة قضايا مشتركة”.
وشددت على حق ليبيا في رئاسة مجلس وزراء خارجية الدول العربية، وقالت “كما حاربت في السابق من أجل ذلك، سوف أحارب من أجل حق ليبيا في تنظيم الاجتماعات العربية”.
واتهمت المنقوش دولا عربية، لم تسمها، بالحديث بالوكالة عن ليبيا في أزمتها، وقالت “مشكلة الملف الليبي عندما يناقش لا يناقش بحضور الليبيين أصحاب القرار، وأنا حاولت كسر هذا الأسلوب بأن نكون نحن من يتحدث، نحن لسنا بحاجة لأي دولة لأن تتكلم عنا بالنيابة، وطيلة الفترة الماضية لرئاسة ليبيا في الجامعة العربية سعيت لرفض أسلوب الوكالة او النيابة عن ليبيا”.
وبانتهاء انعقاد الاجتماع في طرابلس، اعتبرت المنقوش أنه “نجاح بالرغم من الصعوبات والظروف الإقليمية والعربية”، مشددة على ضرورة المضي في عقد الدول العربية للاجتماعات التشاورية.
وكانت المنقوش، قد افتتحت اجتماع وزراء الخارجية العرب، ظهر اليوم، بمشاركة وزراء من تونس والجزائر وقطر والسودان وجزر القمر، فيما قاطع الاجتماع باقي الوزراء، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط.
وشارك في افتتاح الاجتماع أيضاً، المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبدالله باتيلي، وممثلة الاتحاد الأفريقي وحيدة العياري.
وفي مستهل الاجتماع، رحبت المنقوش بالحضور، مشيرة إلى افتقاد ليبيا للتضامن العربي منذ سنوات، مبدية استغرابها من تغيب وزراء خارجية عدة دول عن حضور اجتماع يتناغم مع اتفاق وزراء الخارجية العرب في فبراير 2021 على أهمية تكثيف الاجتماعات التشاورية.
وذكّرت المنقوش باستقبال دول عربية لاجتماعات الجامعة العربية التشاورية، رغم التحديات التي تواجهها، واستشهدت بمؤتمر بيروت، مشيرة إلى أن تلك الاجتماعات لم تُواجه بدعوات لتأجيلها، أو لثني وزراء خارجية دول عربية ذات سيادة عن المشاركة دعماً للتضامن العربي، كما حدث في اجتماع اليوم.
وأكدت المنقوش إصرار ليبيا على ممارسة حقوقها الشاملة تجاه الجامعة التي تدفع فيها مساهماتها الكاملة. وأضافت: “نحن لا نعترف بأن يكون هناك تمييز بين أعضاء الجامعة العربية من حيث الحقوق والواجبات، ونرفض تسييس قواعد العمل بالجامعة، ولدى ليبيا دور في هذه الجامعة لن تنال منه دعوات التشكيك في قدرتها على استضافة أشقائها”.
وأبدت أسفها لخيبة الأمل التي أصابت بعض الليبيين ممن تابعوا “استكبار البعض على أن تستضيف طرابلس اجتماعاً تشاورياً قد لا يتجاوز ساعات”.
وأكملت قائلة: “اليوم بدل أن نعلن نجاحنا في إطلاق رؤية عربية موحدة للتعامل مع قضايانا، نجد بعض المحاولات لكسر إرادة الليبيين المتطلعة لتحول التضامن العربي مع بلادهم إلى واقع ملموس عبر استعادة الدور العربي في دعم استقرار ليبيا ومساعدة الجهود الدولية نحو إجراء انتخابات عامة”.
وألمحت الوزيرة الليبية إلى بعض الصعوبات التي تواجه إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المؤجلة منذ ديسمبر 2021، موضحة أن حكومة الوحدة الوطنية تتعامل مع ملف الانتخابات بعقلانية، وقالت: “لقد زِدنا قوة في هذا الصدد بتعاون الإخوة العرب ممن حضروا اجتماعنا اليوم بشكل شخصي”.
باتيلي يشيد بالاجتماع ويؤكد أهمية الوحدة الليبية الليبية
وشارك باتيلي في جلسة الافتتاح، بكلمة أشاد فيها بالاجتماع العربي على المستوى الوزاري في طرابلس، واعتبر أنه يعبّر عن إرادة عربية لدعم ليبيا في تجاوز أزمتها.
وقال باتيلي، في معرض كلمته: “منذ توليت منصبي زرت شرقي البلاد وغربيها وجنوبيها، والتقيت جميع الأطراف، والجميع توافق على دعم مسار الانتخابات”، مضيفاً: “ليس بين الليبي والليبي أي عداوة، وليس لديهم غير هذا البلد، لذا يجب عليهم الوحدة”.
وأضاف أن لقاءه عدداً من الشرائح الليبية وقادة البلاد أثبت له أن “كل الليبيين يريدون جعل ليبيا بلداً يستفيد من موارده، وأدعو جميع الأطراف للتباحث لكي تعود البلاد دولة فاعلة”.
وقال إن تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين ليبي في منظومة الانتخابات وترشح أكثر من 100 في الانتخابات الرئاسية وأكثر من 5000 في الانتخابات البرلمانية، العام الماضي، “إشارة قوية إلى إرادة الليبيين نحو الانتخابات”. وأضاف: “آن الأوان لأن تتقدم الخطوات قدماً نحو التوافق على إجراء انتخابات شفافة تعود على ليبيا بالاستقرار”، مشيراً إلى أن الاستقرار الليبي يعود بالإيجاب على كل المحيط الإقليمي والعربي في المنطقة.
كذلك شاركت ممثلة الاتحاد الإفريقي، وحيدة العياري، في افتتاح الاجتماع، بكلمة أكدت فيها مواكبة الاتحاد لكل التطورات في ليبيا”، وأهمها بالنسبة للاتحاد “ملف المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا”.
وشددت العياري على جهود المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية على ملف المصالحة الوطنية، مؤكدة استعداد الاتحاد الأفريقي لدعم تلك الجهود.
وكانت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، قد عبرت عن استغرابها من استضافة حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في طرابلس.
واعتبرت وزارة خارجية حكومة باشاغا، في بيان، الجمعة، أن “الاجتماع يأتي مخالفاً لصدور مقرر داخلي في الدورة الـ158 للجامعة ينص على تكليف الأمانة العامة إعداد دراسة قانونية حول صلاحية ترؤس الجلسة المشار إليها”.
وأكدت الوزارة أن الاجتماع يأتي رغم تكليف مجلس الجامعة على مستوى المندوبين اتخاذ القرار المناسب، داعية جامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب إلى “انتظار الرأي القانوني في شكله النهائي والأخذ بالاعتبار شرعية الحكومة الليبية”، في إشارة إلى حكومة باشاغا المكلفة من مجلس النواب.