عربي 21-
أعلنت الرئاسة التونسية أنه بدعوة من الرئيس قيس سعيد، سيقوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، بزيارة تونس للمشاركة في الاجتماع التشاوري.
وتستضيف تونس القمة المقررة الاثنين (22 ابريل 2024م) بالعاصمة، ويحضرها بالإضافة للرئيس التونسي قيس سعيد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، حيث يعد الاجتماع الأول من نوعه بين قادة البلدان الشقيقة الثلاثة.
وذكر بيان الرئاسة التونسية أن “الزيارة جاءت بدعوة من الرئيس قيس سعيد، للمشاركة في الاجتماع التشاوري الأول بين قادة البلدان الثلاثة”.
وينتظر أن يبحث الرؤساء الثلاثة مسائل التكامل الاقتصادي، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل التحليلات ووجهات النظر والرؤى حول مجمل القضايا الدولية والإقليمية التي تهم البلدان الثلاثة.
ويهدف هذا الاجتماع إلى تأسيس تكتل مغاربي جديد ردا على حالة الجمود التي يعاني منها اتحاد المغرب العربي، الذي يضم كذلك كلا من المغرب وموريتانيا.
وسبق لقادة الدول الثلاثة أن اجتمعوا في مارس الماضي، خلال قمة الغاز بالجزائر، على إجراء هذه الاجتماعات كل ثلاثة أشهر، حيث يُعقد الاجتماع الأول في تونس، وأكد الرئيس الجزائري آنذاك أن هذا التكتل لا يستهدف أية جهة وأن الباب مفتوح أمام جميع دول المنطقة.
وكانت الجزائر قد مهّدت لشكل جديد من التعاون مع تونس وليبيا وموريتانيا، في فبراير 2024، عندما أوفد وزير خارجيتها أحمد عطاف إلى المنطقة المغاربية في جولة شملت تونس وطرابلس ونواكشوط، لكن موريتانيا رفضت الالتحاق بهذه الاجتماعات.
وفي الجزائر ذكر تقرير لصحيفة “الخبر” أنه وفي الشأن الإقليمي، تتفق الجزائر وتونس في مقاربتهما لحل الأزمة في ليبيا، خاصة دعم التوجه لإجراء انتخابات رئاسية تضمن توحيد ليبيا وإعادة الشرعية لسلطة موحدة. كما تتفقان أيضا، وفق ما يبرز من مواقفهما، على رفض التدخل الأجنبي بكل أشكاله في الشأن الليبي.
وأكدت أن هذه القمة المستحدثة بين الدول الثلاث تنعقد في ظل تطورات إقليمية بالغة الخطورة، كما تتسم بتناحر القوى الدولية عليها وبروز أجندات وتدافع القوى الخارجية للسيطرة عليها.
وفي آخر لقاء له مع الصحافة الوطنية، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رغبة الجزائر في تعميق التكامل بين الدول الثلاث وتوسيعه إلى دول أخرى منها موريتانيا، كما تحدث عن مشروع تكتل مغاربي سيكون، حسبه، نواة لـ”إحياء العمل المغاربي المشترك وتنسيق العمل من أجل توحيد كلمة هذه الدول حول العديد من القضايا الدولية”.
وشرح الرئيس تبون مبررات إنشاء التكتل من منطلق “الفراغ الموجود حاليا على المستوى الإقليمي وانعدام أي عمل مغاربي مشترك”.
وأشار الرئيس الجزائري إلى أن “عقد اللقاءات الدورية سيكون دون إقصاء أي طرف..”، مبقيا “الباب مفتوحا للجميع”.
وفي المغرب لم يصدر أي موقف رسمي من هذه الخطوة الجزائرية، لكن وسائل إعلام مغربية اتهمت الجزائر بمحاولة تشكيل تحالف ضد المغرب، وهو ما نفاه وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، معتبرا أن المبادرة تهدف إلى سد فراغ تركه الاتحاد المغربي العربي الذي يعاني من شلل تام.
وفي لندن قال الديبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت في تصريحات خاصة لـ “عربي21”: “من الكوارث التي تعرفها المنطقة أن نهدم اتحادا بخمس دول لنبني آخر بثلاث دول، كانت هناك آمال كبيرة لدى الشعوب المغاربية بأن يكون هناك وتعاون وتنسيق بين هذه الشعوب التي هي في الأصل واحدة ولا يفرقها إلا الخصومات التي لا معنى لها”.
وأضاف: “نحن شاهدنا ونعرف وما دار بين الأوروبيين خصوصا بين الفرنسيين والألمان ومع ذلك عادت العلاقات بينهم، وفهموا أن الصراع هو تدمير لهم ولشعوبهم وبلدانهم.. بينما نحن ما يجمعنا أكبر بكثير”.
وأكد زيتوت أن “هذا الهروب إلى التجمع الثلاثي ولد ميتا وسيستمر ميتا، وسيزيد من الخلافات المغاربية التي سيستفيد منها الأجنبي الراغب في السيطرة على مختلف دولنا.. بكل أسف هذه الأنظمة غير الشرعية التي تتحكم في تونس والجزائر، كلاهما نظام غير شرعي، لن يذهبوا بعيدا، وإنما سيزيدون الاحتقان في المنطقة”.
واعتبر زيتوت أن الحديث عن مواجهة التطبيع ليست إلا تضليلا، وقال: “ليس له علاقة بالتطبيع، هذه قضية حق يراد بها باطل، وكلاهما لا علاقة له بالمقاومة وفلسطين، بل يدعمون عباس والتنسيق الأمني، ولا يوجد لا في تونس ولا في الجزائر قانون ضد التطبيع، هذه شعارات خادعة يستخدمونها للتضليل”، وفق تعبيره.
يذكر أن اتحاد المغرب العربي، الذي تأسس عام 1989 في مراكش، يهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، لكنه واجه تحديات بسبب التوترات المستمرة بين أكبر عضوين فيه، هما المغرب والجزائر، خاصة حول النزاع في الصحراء.
ذات صلة:
المنفي وتبون وسعيّد يتفقون على عقد “لقاء مغاربي ثلاثي” كل 3 أشهر