اخبارالرئيسيةفضاءات

المناضل الفلسطيني تيسير سليمان يحكي حقائق تذاع لأول مرة عن حركة حماس

سليمان: لو كانت لدينا أسلحة ومركبات الدفع الرباعي في 7 أكتوبر لصلينا في القدس

سليمان: طوفان الأقصى غيرت نظرة شعوب العالم إلينا. من حركة إرهابية كما صور لها. إلى حركة مقاومة وأصحاب حق

سليمان: أحد إخواننا حين اعتقل ترك طفلة له بعمر سنة واحدة، خرج اليوم فوجدها جدة!

 

الناس-

كشف المناضل الفلسطيني المحرر من سجون الاحتلال “تيسير سليمان” أن مسؤول قسم التصنيع في كتائب القسام كان الشهيد “محمد الضيف”، قائلا إنها المرة الأولى التي يذيع فيها هذه المعلومة.

وتحدث في ندوة له نظمتها حملة المساعدات الليبية للشعب الفلسطيني بمصراتة الأربعاء (22 اكتوبر 2025م) عن أن 7 أكتوبر لم تكن خطأ بل ضرورة: “عدونا يمتلك الجنود والسلاح، ونحن نمتلك الشباب المؤمن بالقضية، ونمتلك الجرأة، فعملنا على أن نستولي بإمكانياتنا على إمكانياتهم، فدخلنا المعسكرات وأخذنا السلاح، اقتحمنا 21 معسكرا، وأسرنا المائات”. وأضاف أنه “لو توفرت لشبابنا إمكانيات أفضل، من الأسلحة والمركبات السريعة ذات الدفع الرباعي لصلينا في القدس”.

التأسيس للمقاومة

“تيسير سليمان” هو إعلامي ومحاضر فلسطيني، ومؤسس لمركز يحيى للثقافة، ولد ونشأ في القدس، وكان أحد مؤسسي كتائب القسام، وقد اعتقل في سجون الاحتلال فكان رفيق الشهيد “يحيى السنوار”، وخرج معه في صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين 2011م. يقول عن فترة تأسيس كتائب القسام:

“عندما حملنا السلاح في 1992 كان عددنا لا يتجاوز الأربعين، أكبرنا “الضيف” وأصغرهم أنا بعمر 19 سنة، وأول بندقية حملتها كتب عليها (1919م) قمنا بإعادة إحيائها وتزييتها وأطلقت منها أول رصاصة باتجاه العدو”.

الطريق لم تكن مفروشة بالورود –يقول سليمان، فلم يكن بالإمكان توفير السلاح، وكان الاتجاه للتصنيع المحلي: “وحتى تمكنا من تصنيع أول قذيفة، استغرق الأمر عشر سنوات من العمل والبحث، ومن القصص التي يجب أن تروى حين كنا عاجزين عن توفير البارود لصناعة القذائف، فحدث أن قدم علينا رجل عجوز بعمر المائة، قال إن أباه أخبره عن سفينتين بريطانيتين كانتا تحملان السلاح، غرقتا قبالة سواحل فلسطين، لكم أن تتخيلوا المدة؟”.

وطيلة أشهر كان الشباب يغوصون ويمسحون المنطقة على أمل العثور على شيء، وبالفعل فقد نجحوا: “وجدنا السفينتين، كانتا مليئتين بالذخيرة، صنعنا بها أكثر من عشرة آلاف قذيفة.. استخدمت فيها خامات بسيطة، فعلبة الكوكاكولا مثلا كنا نصنع منها غطاء القذائف، وطورنا شيئا فشيئا حتى وصلنا إلى قذيفة الياسين وقذيفة شواظ التي دمرت دبابات الميركافا، فخر صناعة العدو، في طوفان الأقصى”.

الإصابة

وعن سؤال حول إصابته أشار سليمان إلى أن المقاومة شرعت في العمل قبل امتلاك السلاح، وأن شبابها أسروا جنودا للعدو دون إطلاق رصاصة واحدة، والهدف هو مقايضتهم بالمعتقلين في سجون الاحتلال، فأتقنوا اللغة العبرية، وتنكروا في زي مدني للاقتراب من المعسكرات.

المقاومة كان لها خطان للعمل، الأول والرئيسي هو تحرير الأرض كأي حركة مقاومة، والثاني أن العمل سيترتب عنه شهداء وأسرى ومصابين، وستعمل المقاومة على الاعتناء بأسر الشهداء، كما ستعمل في نفس الوقت على تحرير المعتقلين، بأسر الجنود الصهاينة والدخول في صفقات مقايضة.

ففي إحدى المرات تمكن سليمان ورفاقه من أسر جندي من أمام أحد المعسكرات، واخذوه إلى سيارتهم دون إطلاق رصاصة واحدة، لكن رصدتهم عيون العدو وأطلقوا الرصاص باتجاههم، واخترقت سبعون رصاصة سيارتهم، فاضطر للنوم فوق الجندي المختطف لحمايته، ذلك أن الجندي الميت لن يكون مفيدا، والفائدة من الإبقاء عليه حيا، هي مقايضته بالمعتقلين، وقد نجحوا في الحفاظ عليه، وأصيب سليمان في هذه العملية.

داخل المعتقل

في السجن كان سليمان رفيق “السنوار” في زنزانته، فكان السنوار يوصي رفاقه بان كل يوم يمر ينبغي أن نقدم فيه شيئا في خدمة قضيتنا، ونقاوم من داخل المعتقلات، وكان الشيخ أحمد ياسين في نفس العنبر أيضا، وكان يمر بحالات أقرب للإغماء، لما تعرض له من تعذيب وإهمال. وقال إنهم كانوا أقوياء يواجهون الاحتلال ويتحدّونه وهم خلف القضبان، فذات مرة جاءت زوجة أحد الأسرى للزيارة، فأرادوا تفتيشها فرفضت ورجعت من حيث أتت، ووصلت القصة إلى الأسرى، فأمروا مسؤول السجن بالاعتذار فرفض، فأعطوه مهلة أسبوع ليعتذر، وإلا فإنه سيقتل! رفض..

بعد أسبوع كان أحد استشهاديي الحركة قد اجتهد في الحصول على قضيب حديدي حوله إلى حربة، وتمكن من طعن أربعة منهم، وأوصل رسالة بأننا أقوياء حتى خلف القضبان، وقد أفرج عن هذا الاستشهادي لاحقا في صفقة تبادل.

وفي حادثة أخرى تمكن المعتقلون من التواصل مع الخارج، فكلف الاحتلال ضابطا لمنع وصول أي وسيلة اتصال للمعتقلين. لكن المعتقلين تمكنوا من تجنيد هذا الضابط لصالحهم، وصار هو من يسهل لهم الحصول على الهواتف”.

لازلنا نقاوم

لازال تيسير سليمان يرى في المقاومة خيارا وحيدا لاسترداد الأرض، يقول إن العدو يمتلك مليون جندي، سبعة آلاف دبابة، تسعمائة طائرة، ويمتلك سلاحا نوويا، لكنه لا يمك الحق.

نحن أصحاب الحق، دمرنا ألفي دبابة في طوفان الأقصى، أسرنا الجند، دخلنا المعسكرات. محمد الضيف ظل ثلاث وثلاثين سنة مطاردا من الاحتلال ولم يتمكنوا من الوصول إليه رغم شاباكهم وموسادهم وتقنياتهم.

حافظنا على قضيتنا حية، وغيرنا نظرة شعوب العالم إلينا، من حركة إرهابية كما صور إليه، إلى حركة مقاومة وأصحاب حق. ولدينا معتقلينا الذين من حقنا السعي للإفراج عنهم: “أحد رفاق السجن حين خرجت في تلك الصفقة تركته خلفي وليس في رأسه شعرة بيضاء، ورأيته اليوم وقد خرج وليس في رأسه شعرة سوداء..”.

يضيف أخيرا: “أحد إخواننا حين اعتقل ترك طفلة له بعمر سنة واحدة، خرج اليوم فوجدها جدة!.. هل بالإمكان تصور المعاناة؟!”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى