* كتب/ عبدالله مليطان،
في مثل هذا اليوم الثامن عشر من أغسطس ولد الأديب الكبير الأستاذ علي مصطفى المصراتي الذي شكلت تجربته الأدبية أحد أهم المشاريع الثقافية والأدبية في تاريخ ليبيا المعاصر من خلال مؤلفاته التي تندرج في إطار الأعمال المصدرية للثقافة الليبية وتعد فتحاً في مجال التأليف الحديث حيث كان كتابه الرائد (صحافة ليبيا في نصف قرن) أول كتاب يؤرخ للصحافة الليبية ومصدرها الأول للباحثين في تاريخ الصحافة الليبية وهو المرجع الأساسي لمن صنف في تاريخ الصحافة العربية..
كما شكلت كتبه (لمحات أدبية عن ليبيا) و(أعلام من طرابلس) و(ومؤرخون من ليبيا) أولى المصنفات الليبية التي اعتنت بتراجم الرجال، وكان لها الدور الرائد في تشكل جانب من الهوية الليبية كما شكل كتابه (المجتمع الليبي من خلال أمثاله الشعبية) أول دراسة نقدية عن الأمثال الليبية، ومن بعده (التعابير الشعبية دلالات نفسية واجتماعية) الذي يعتبر من أهم الأعمال التحليلية للأمثال الشعبية في ليبيا، إضافة إلى أعماله التاريخية المصدرية في التأريخ لبعض الشخصيات العلمية والنضالية ككتاب (سعدون البطل الشهيد) و(ابن غلبون مؤرخ من ليبيا) و(غومة فارس الصحراء) وبجهوده البحثية حافظ المصراتي (أطال الله عمره) على مدونة الشاعر أحمد البهلول والشاعر مصطفى بن زكري والشاعر أحمد الشارف والشاعر إبراهيم الأسطى عمر، من خلال جمعه لأشعارهم وتحقيقها ونشرها مرفقة بدراسات نقدية تحليلية لعوالمهم الشعرية، كما حقق ودرس أحمد النائب فأصدر كتابه المصدري في التراجم الليبية (نفحات النسرين والريحان فيمن كان بطرابلس من الأعيان) وكشف عن جانب من العلاقات الليبية التونسية من خلال كتاب (رسائل القليبي بين طرابلس وتونس) وأماط اللثام عن تجربة الصحفي التونسي الحشائشي وجريدته (أبوقشة) في طرابلس، وحاز السبق في إعادة اصدار الأعداد الكاملة من مجلة (كل الفنون) ليكون بذلك صاحب أول تجربة ليبية في إعادة اصدار جانب من تراثنا الصحفي، إلى جانب كتاباته الساخرة وأعماله القصصية التي تشكل عالما قصصياً مميزا ومتفرداً في القصة الليبية، أما في الجانب النضالي الوطني فللمصراتي مواقفه التاريخية الجريئة التي تشهد لها قبة البرلمان الليبي حين كان صوته مجلجلاً مطالباً بالممارسة الديمقراطية، ونبد الاختلاف وتوحيد الصفوف، للمطالبة بإجلاء القواعد والحد من الفساد المالي كما تشهد بذلك أيضاً صفحات جريدته (الشعب) التي تعد من أهم الوثائق الوطنية التي تعبر عن موقفه من كل ذلك، وقبل كل هذا خوضه معركة المطالبة بوحدة ليبيا واستقلالها ضمن إطار المؤتمر الوطني الذي كان يقوده بشير السعداوي وثلة من رجال ليبيا الوطنيين…
عيد سعيد مبارك لأستاذنا الجليل علي مصطفى المصراتي الذي سعدت برفقته لسنوات، فتعلمت منه من قيم الرجولة والشهامة والنبل والكرم الكثير…اللهم اطل عمره ومتعه بوافر الصحة والسعادة