
الناس- خاص-
انطلقت بمدينة مصراتة الأسبوع الماضي فعاليات ورشة فنية متخصصة في تصنيع وتحريك العرائس والدمى، في إطار استعدادات المسرح الوطني لإنتاج العرض المسرحي الجديد “العسل المر”.
وتأتي هذه المبادرة بالتعاون مع جمعية محمد الحيدري للمسرح بمدينة باجة التونسية، بهدف تطوير مهارات المشاركين وإكسابهم أحدث التقنيات الإبداعية اللازمة لتقديم عروض موجهة للأطفال.
يشارك في الورشة 24 متدربًا ومتدربة من مختلف الفئات العمرية والخبرات، على مدى 25 يومًا، تجمع بين المحاضرات النظرية والتطبيقات العملية المكثفة بقيادة المخرجين التونسيين “حسان السلامي” و”صفوان كشباطي”، إضافة إلى النحاتة وصانعة الدمى عبير حمدي، وجميعهم من الأسماء البارزة في فنون العرائس.
السلامي: العسل المر نص شعري للأستاذ يوسف خشيم يروي صراعا رمزيا بين النحل والنمل
المخرج “حسان السلامي” أوضح لـ”صحيفة الناس” أن فكرة التعاون انطلقت عام 2016 في تونس مع الفنان “أنور التير”، إيمانًا بأهمية التكوين المستمر في مجال العرائس سواء للمحترفين أو للأطفال، وأشار إلى أن العمل الفعلي على “العسل المر” بدأ هذا العام بقراءة نص شعري من تأليف الأستاذ يوسف خشيم، يروي صراعًا رمزيًا بين النحل والنمل، مع اختيار العرائس المحمولة كعنصر أساسي في الإخراج، لاعتبارها وسيلة تدريبية فعّالة.
الورشة تضمنت جلسات قراءة تاريخية لمسرح العرائس وأنواعه، وقُسم المشاركون إلى مجموعتين، الأولى متخصصة في صناعة العرائس والديكور والسينوغرافيا، والثانية في التمثيل والتحريك بأسلوب درامي يواكب أحداث المسرحية، وامتدت التدريبات على فترتين صباحية ومسائية يوميًا، مع تركيز خاص على الأداء الحركي والانفعالي للعروسة، بما ينسجم مع تسلسل المشاهد.
من جانبه، أكد مدير المسرح الوطني مصراتة الفنان أنور التير أن مسرح العرائس يشكل أداة مؤثرة في تنشئة الأطفال وتنمية خيالهم، مشيرًا إلى أن فكرة هذه الورشة جاءت تتويجًا لتوأمة مع جمعية محمد الحيدري، وتهدف إلى إنتاج عرض مسرحي في ختامها، وهو ما سيتحقق بعرض “العسل المر” في اليوم الختامي.
التير: الفكرة جاءت تتويجا لتوأمة مع جمعية محمد الحيدري كأداة مؤثرة في تنمية خيال الطفل
وأضاف التير أن المشروع أقيم برعاية كاملة من مؤسسة الجيد لريادة الأعمال المجتمعية، التي سبق وأن شاركت في دعم فعاليات المسرح الوطني، وستكون حاضرة في مناشط قادمة، وفق اتفاق شراكة ممتد لدعم المشاريع الثقافية والفنية.
يُذكر أن الفنان “حامد حسن عريبي” تولى تلحين وتوزيع جميع أغاني المسرحية، والتي ستؤدى بأصوات نخبة من المطربين والمطربات المعروفين في الساحة الغنائية الليبية.