
الناس-
صدر حديثًا عن مكتبة الكون وبوابة الوسط كتاب جديد بعنوان “المسألة الجهوية في ليبيا”، من تأليف الدكتور عبد الحميد عوض، في 328 صفحة، يفتح من خلالها المؤلف واحدًا من أكثر الملفات حساسية في التاريخ السياسي والاجتماعي الليبي.
يتناول الكتاب قضية الجهوية بوصفها ظاهرة مركّبة متجذّرة في بنية الدولة والمجتمع، محللًا جذورها التاريخية وآثارها السياسية والاجتماعية التي ما تزال تُعيق عملية إعادة بناء الدولة الحديثة. ويقدّم د. عوض قراءة معمّقة في العلاقة بين الجغرافيا والسياسة، موضحًا كيف انتقلت الجهوية من كونها تعبيرًا عن التنوع المحلي إلى أن أصبحت عاملًا مهددًا للوحدة الوطنية.
يستعرض المؤلف تطوّر الظاهرة الجهوية عبر المراحل التاريخية المتعاقبة: من العهد العثماني والإيطالي، مرورًا بفترة المملكة الليبية، وصولًا إلى ما بعد سقوط نظام القذافي، مبيّنًا كيف استُخدمت الانقسامات الإقليمية من قبل قوى داخلية وخارجية لتأجيج الصراعات وتغذية الانقسامات السياسية.
ويركّز الكتاب على تأثير الانقسامات الجغرافية والإدارية في تشكيل الهوية السياسية والتوازنات المحلية، محللًا ملامح المرحلة المعاصرة، ولا سيما صراعات الشرق والغرب وتداعياتها على استقرار الدولة ووحدة الحكم المركزي. كما يناقش الكاتب سياسات التوحيد التي تبنتها الأنظمة المتعاقبة، وأسباب فشلها في تحقيق اندماج وطني حقيقي.
وفي ختام الكتاب، يقدّم عوض رؤيةً فكريةً وسياسيةً واضحة لتجاوز الجهوية، مؤكدًا أن إعادة بناء الدولة الليبية يتطلب مشروعًا وطنيًا جامعًا وسلطة مركزية قوية قادرة على تحقيق الوحدة والمواطنة كأساس لاستقرار البلاد ومستقبلها.



