* كتب/ عطية الأوجلي،
لبنان من البلدان العربية التي تفتخر بمستوى التعليم فيها وبعراقته وتنوعه.. ولبنان بلد منفتح على العالم.. يمتاز أهله بالروح التجارية والشطارة وحب المغامرة و القدرة على الهجرة..
بلبنان علماء ومفكرون ومثقفون وحزبيون وتكنوقراط من مستوى رفيع جدا.. لبنان لديه جاليات في معظم أنحاء العالم تتواصل معه وتدعمه …
لبنان الذي يملك كل هذه الصفات.. يعيش أسوأ مراحله الآن.. فقر.. فساد… جريمة.. انهيار الخدمات الأساسية. بنية تحتية متهالكة.. صراعات لا تنتهي.. طبقة سياسية منعزلة عن الواقع ومدمنة للفساد….
أحد الأسباب الرئيسية لما فيه لبنان.. هو نظام المحاصصة… أي توزيع المناصب حسب الطائفة أو الديانة أو التوجه السياسي…. بلاد بأكملها تم توزيع المناصب فيها على هذا النحو… والنتيجة.. شلل كامل بالبلاد.. وكما قال أحدهم: بلاد بها العدل مفقود والمستقبل مجهول.
المحاصصة لعبة ماكرة تقوم بها النخب للحصول على الوظائف و المزايا باسم جهة أو قبيلة أو مدينة ما… العدالة لا تكمن في توزيع المناصب وإنما في تنمية حقيقية للمناطق المهمشة، بحيث تعود مشاريعها بالنفع على الجميع وليس بمجرد مزايا ووظائف… للنخب الماكرة.
أتفهم أن تلجأ بعض المجتمعات اضطرارايا للمحاصصة كحل “مؤقت”.. وضمن خطة للعبور من موضع شديد التأزم إلى وضع أكثر انفراجا تختفي فيه المحاصصة …تماما كما يقبل المريض بالعملية الجراحية كحل صعب وشاق “ليسترد عافيته”..
بالطبع العمليات الجراحية مكلفة ومرهقة وغير مضمونة النتائج.. ولا يستطيع المريض العيش بها ولوحدها للأبد.