
نوفا-
نهج إيطاليا تجاه ليبيا “لا يركز حصريًا على قضية الهجرة، بل هو أوسع نطاقًا ويهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الناس إلى الهجرة”. وقد قالت ذلك هانا تيتيه، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا، خلال مقابلة حصرية مع “وكالة نوفا”.
ثم تطرقت تيتيه إلى الدوافع التي تدفع الناس إلى اختيار الهجرة، سواءً الشرعية أو غير الشرعية، وكيف يمكن أن ترتبط بآلية السياسة الخارجية الإيطالية المتمثلة في خطة ماتي. وقالت تيتيه: “نحن بحاجة إلى نهج شامل يأخذ في الاعتبار أيضًا بلدان المنشأ واستقرارها. وأفكر في منطقة الساحل -وهي منطقة في وسط أفريقيا تعاني من عدم الاستقرار وانتشار الجماعات الإرهابية- حيث يكون تأثير الإرهاب والصراعات العنيفة قويًا، مما يدفع الناس إلى الهجرة”.
وفي حديثها عن خطة ماتي، وبشكل أعم، عن التدخل الإيطالي في ليبيا، أوضحت مبعوثة الأمم المتحدة أن “السياسة الخارجية الإيطالية في أفريقيا ستُحقق نتائج إذا استطاعت تكييف أساليب تدخلها مع خصائص كل دولة أفريقية على حدة”. ثم أشارت ممثلة الأمم المتحدة إلى أنه “بقدر ما تستهدف خطة ماتي الدول المتضررة من الإرهاب والصراع، سيكون لها تأثير على استقرار المنطقة والحد من تدفق اللاجئين”، مضيفًة أنه “إذا استهدفت هذه الدول – منطقة الساحل – فسيكون لها تأثير أكبر في وقف عمليات المغادرة
كما أكدت تيتيه أن روما شريك مهم في عملية تطهير الأراضي الليبية من الألغام والذخائر غير المنفجرة في أعقاب الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 2019 و2020. وأكدت تيتيه: “خلال النزاع الأهلي، زُرعت الألغام والذخائر في مناطق مختلفة من البلاد، ولا يزال الناس يعانون من عواقب هذه الانفجارات”، مضيفة أن “إزالة الألغام ربما تكون أحد المجالات التي يُحدث فيها عملنا تأثيرًا ملموسًا على حياة الناس”.
قبل أيام قليلة من المقابلة التي أجرتها “نوفا”،عقدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا(UNSMIL)، بالتنسيق مع السفارة الإيطالية في طرابلس، الاجتماع الأول لمجموعة دعم الإجراءات المتعلقة بالألغام، بهدف إطلاق عملية منظمة لتطهير المناطق الملوثة بالذخائر غير المنفجرة والألغام المضادة للأفراد. وتُعدّ هذه المبادرة جزءًا من جهد متعدد الأطراف أوسع نطاقًا لتعزيز الأمن في ليبيا، وقد حضرها السفير الإيطالي في طرابلس جيانلوكا ألبيريني، حيث افتتح الاجتماع مؤكدًا على الأهمية الاستراتيجية للموضوع.
وصرح ألبريني قائلًا: “إيطاليا، بصفتها شريكًا قويًا لليبيا في طريقها نحو الاستقرار، تُولي مكافحة الألغام أولوية قصوى. كل حياة تُنقذ تُمثل خطوة نحو السلام”، مؤكدًا دعم إيطاليا للمبادرات الإنسانية على أرض الواقع.