وال-
تعهد النائب بالمجلس الرئاسي “موسى الكوني” بالتعامل بالجدية المطلوبة مع مطالب أهالي ضحايا المقابر الجماعية بمدينة ترهونة بالقبض على الجناة، بالتنسيق مع الجهات الأمنية في الداخل، والتواصل مع الدول التي تربطها مع ليبيا اتفاقيات تسليم المجرمين لمثولهم أمام المحاكم المختصة .
وجدد “الكوني” خلال زيارته الأحد (18 يونيو 2023م) لمدينة ترهونة ولقائه بأهالي ضحايا العصابات الإجرامية ووقوفه على قساوة المأساة ومعاناة أهالي المقابر الجماعية – إن المجلس الرئاسي، سيدعم مطالبهم في تحقيق العدالة، وسيعمل بالتنسيق مع النائب العام على دفع الأجهزة ذات العلاقة بالقبض على المجرمين، واستمرار الكشف على هوية المفقودين من قبل الهيئة المختصة، والعمل على تذليل الصعوبات التي تعيق تقديم الخدمات للمواطنين في عديد المجالات.
بدورهم رحب أهالي ضحايا العصابات الإجرامية بمبادرة النائب بالرئاسي “موسى الكوني”، بالزيارة لمدينة ترهونة للوقوف على المختنقات التي تعيشها، وللتخفيف من معاناتهم، مطالبين المجلس الرئاسي بتبني مشروع العدالة الانتقالية، لمحاسبة الجناة المتورطين في قضايا القتل، والخطف، والتغييب القصري، والمسؤولين عن الاعتداء على أملاك المواطنين في المدينة.
ولفت أهالي الضحايا خلال لقائهم بـ “الكوني” إلى أن المقابر الجماعية تعد أكبر شاهد، ودليل على جرائم القتل، والتعذيب في حق المدنيين، مؤكدين تمسكهم باستمرار الجهات ذات العلاقة في الكشف على مصير المفقودين، والقبض على المجرمين في الداخل والخارج ، وضرورة تشكيل نيابة ومحكمة تختص بالجرائم التي تعرضت لها مدينة ترهونة للقصاص من المجرمين بتطبيق العدالة التي ستساهم في نجاح مشروع المصالحة الوطنية.
يشار إلى أن “الكوني” كان قد اعتبر في مؤتمر صحفي عقده بمكتب القائد الاعلى للقوات المسلحة بأبي ستة في 25 اكتوبر 2012 إن مدينة ترهونة قد تحولت إلى ما يشبه مقبرة جماعية، وأن ما حدث فيها “من مذابح يشبه الجرائم في البوسنة والهرسك ورواندا”، وشدد بأن السلطات الليبية ستعمل لتحقيق العدالة لذوي الضحايا.
وشدد على أن مدينة ترهونة “قد تعرضت إلى ما يشبه إبادة جماعية بأفعال إجرامية مجردة من الإنسانية وتحولت إلى ما يشبه قبرا جماعيا، ففي كل مكان يتم النبش فيه يتم اكتشاف العديد من جثث الرجال والنساء والشيوخ والأطفال وعائلات بأكملها أبيدت”.
وقال إن هذا الجرح النازف كان من شأنه أن يولد مشاعر الرغبة في الثأر والانتقام لدى اهل ترهونة لكنهم صبروا على وجعهم وانتظروا ان تحقق لهم الدولة العدالة ومعاقبة الجناة، معبرا عن شكره لأهالي ترهونة “الذين لم ينتقموا ضد من استهدفهم” ويحلوا بذلك سابقة ذات دلالة في ليبيا.
ووصف “الكوني” في المؤتمر الصحفي هذه الجرائم بالطامة التي وقعت على رأس الامة ولم يكن لدى الدولة اي خبرة تجاه معالجتها، وإن الامر تحتاج ويحتاج لدعم أكبر من كافة الاطراف الدولية الذين سبق وأن عايشوا او عاينوا مثل هذه الكوارث والجرائم ضد الإنسانية، مبينا أن المجلس الرئاسي تواصل مع بعض الجهات الدولية للاستعانة بها بحكم خبرتها في متابعة جرائم البوسنة.
وأكد الكوني أن “نزيف ترهونة مسؤولون عنه جميعا”، إلا أنه لا يجب استغلال هذه الجرائم سياسيا أو انتخابيا”.