الفلسطينيون يحذرون من أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يعرض المسجد الأقصى للخطر
(رويترز)-
اتهم الفلسطينيون الغاضبون في القدس دولة الإمارات العربية بالتواطؤ مع إسرائيل وتعريض المسجد الأقصى للخطر وذلك أثناء صلاة الجمعة بعد يوم من إبرام البلد الخليجي اتفاقا مع إسرائيل لتطبيع العلاقات.
وبموجب اتفاق توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلنت الإمارات وإسرائيل يوم الخميس تطبيع العلاقات الدبلوماسية في ظل اتفاق مصالحهما في مواجهة إيران.
ويضع الاتفاق تصورا أيضا يمنح المسلمين مجالا أكبر لزيارة المسجد الأقصى عبر السماح لهم بالطيران مباشرة من أبوظبي إلى مطار بن جوريون في تل أبيب.
واستنكر المصلون الفلسطينيون ذلك بشدة أثناء تجمعهم في الحرم القدسي الشريف.
وقال كمال عطون (60 عاما) وهو تاجر فلسطيني في القدس الشرقية والمدينة القديمة ”أشقاؤنا في الإمارات وضعوا مسجدنا المبارك في قبضة الفناء“.
وردا على سؤال بشأن ما إن كان سيرحب بقدوم المسلمين من الإمارات أو الخليج في ظل مثل هذا الوضع قال ”رأيت ما حدث للمتواطئين من السعودية في الماضي. ذات المصير في انتظار الإماراتيين“.
ويشير عطون بكلامه إلى مدون سعودي من المؤيدين لإسرائيل والذي تعرض للاعتداء والشتائم أثناء تجوله عبر المدينة القديمة في العام الماضي.
ويسعى الفلسطينيون منذ فترة طويلة لأن تكون القدس الشرقية، حيث تقع المدينة القديمة، عاصمة لدولتهم المستقبلية وتطلعوا لأن تدافع الدول العربية عن موقفهم. ويخشى الفلسطينيون من أنهم سيخسرون أي فرصة للسيادة على المدينة في المستقبل وضمانات الوصول للمسجد الأقصى إذا قامت الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وقال محمد الشريف (45 عاما) وهو من عرب إسرائيل، الذين يشكلون أقلية، إنه لن يلقي باللوم على المسلمين العاديين في دول الخليج ”بسبب خطأ ارتكبه حكامهم“.
لكنه وجه انتقادا لاذعا لقادتهم. وقال ”التواطؤ مع الإمارات أسوأ… أسوأ مئة مرة من التواطؤ مع إسرائيل. الشيخ محمد بن زايد وأتباعه الوضيعون لا يكترثون إلا بأنفسهم وبمصالحهم ويمكن لبقيتنا أن يذهبوا للجحيم“.
وقال الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف في القدس لرويترز عبر الهاتف ”إحنا بنحب كل المسلمين يجيوا على المسجد الأقصى المبارك بس مش عبر مطار بن جوريون… نقول إن المسجد الأقصى مفتوح لجميع المسلمين ولا نقبل أن يكون المسجد الأقصى المبارك في ميزان التجاذبات السياسية وهو أرفع من أن يكون في هذه التجاذبات“.
كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أيضا الاتفاق وقال المتحدث باسمه وهو يقرأ من بيان صادر عن القيادة الفلسطينية من مقر التلفزيون الرسمي في رام الله بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس إن الاتفاق ”خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية“.
وخرج فلسطينيون في أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة يوم الجمعة في مسيرات للاحتجاج على الاتفاق. وأحرق متظاهرون في مدينة نابلس دمى لترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
* إسرائيليون مبتهجون
في تلك الأثناء، كان الترحيب هو السائد بالاتفاق في إسرائيل ووصفته يدعوت أحرونوت، أكبر صحيفة يومية من حيث المبيعات، بأنه ”انفراجة جريئة“.
وقال بعض المحللين إن نتنياهو خاطر بإثارة غضب مؤيديه عندما تراجع عن تعهداته المتعلقة بضم أراض في الضفة الغربية، من بين الأجزاء التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها، من أجل إبرام اتفاق مع دولة خليجية عربية.
وكتب بن كاسبيت في صحيفة معاريف ”لقد كسب بعض النقاط لدى يسار الوسط الذي يحب الاتفاقات مع العرب لكنه خسر نقاطا أكثر بكثير لدى قاعدته من الناخبين المنتمين لليمين“.
ويواجه نتنياهو محاكمة بتهم فساد وانتقادات لطريقة معالجته لأزمة جائحة كورونا. وأشاد بالاتفاق واعتبره نجاحا شخصيا في مساعي دمج إسرائيل في الشرق الأوسط.
وكتب نتنياهو على حسابه على تويتر باللغة العربية ”اتصلت برئيس الموساد يوسي كوهين وشكرته على مساعدة الموساد في تطوير العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج على مدار السنين مما ساعد في نضوج اتفاقية السلام مع الإمارات“.